نام کتاب : دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم = الطعن في القرآن الكريم والرد على الطاعنين نویسنده : المطيري، عبد المحسن جلد : 1 صفحه : 333
الأرض لا شجر معها سموها ضالة، فتهتدي بها على الطريق، فقال الله تعالى لنبيه: (ووجدك ضالا فهدى (أي وجدك لا أحد على دينك فهديت بك الخلق إلي) [1] ، ومن هذا قول: (الحكمة ضالة المؤمن) .
أي أن الضلال هنا المقصود به الحقيقة اللغوية لا الشرعية، إذ لم يكن في ذلك الوقت شرع، وبعض المعاني اللغوية معنى جميل كما رأيت.
2-وقيل: إنه من قولك: ضللت الطريق. أي لم تعرفه [2] ، ومنه قولهم: ضالة الإبل والغنم. يعني التي لم تهتد لقومها، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) كان موحدا عارفا بالله بفطرته وعقله، ولكنه لم يعرف كيف يعبده؛ لأنه لم ينزل عليه شرع، فهو ضال بهذا المعنى, أي لم يعرف طريق العبادة الصحيحة.
قال الراغب: (الضلال ترك الطريق المستقيم؛ عمدا كان أو سهوا، قليلا كان أو كثيرا، ويصح أن يستعمل لفظ الضلال ممن يكون منه خطأ ما، ولذلك نسب إلى الأنبياء، وإلى الكفار، وإن كان بين الضلالين بون بعيد، ألا ترى أنه قال في النبي: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى:7] ، أي غير مهتد لما سبق إليك من النبوة، وقال في يعقوب: {قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ} [يوسف:95] ، وقال أولاده: {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [يوسف:8] إشارة إلى شغفه بيوسف وشوقه إليه، وكذلك {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [يوسف:30] ، وقال عن موسى عليه السلام: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} [الشعراء:20] تنبيه أن ذلك منه سهو، وقوله: (أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا ... [1] ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي (ص:293) ، دار الجيل، بيروت، الطبعة الثانية 1987. [2] انظر لسان العرب (11/391)
نام کتاب : دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم = الطعن في القرآن الكريم والرد على الطاعنين نویسنده : المطيري، عبد المحسن جلد : 1 صفحه : 333