نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : محمد بكر إسماعيل جلد : 1 صفحه : 121
وانبرى فريق كبير من العلماء إلى ضبط هذه المصاحف وإقامتها على نحو ما جاء في المصحف الإمام الذي وجِّهَ إليهم، وهكذا قامت المصاحف المنسوخة من الأمهات مقام الأصول؛ لأنها نسخة منقوله عنها.
فروى الأئمة عن المصاحف العثمانية -أصولًا وفروعًا- طريقة رسم الكلمات.
وما أن وصلت تلك الرواية إلى عصر انتشار تدوين العلوم حتى سارع العلماء -في وقت مبكر- إلى تسجيل تلك الروايات في كتبٍ كانت أساسًا لحفظ صور الكلمات في المصاحف، ومرجعًا -إلى جانب المصاحف المنسوخة- لمن أراد أن ينسخ مصحفًا.
وقد ظهر في كل مَصْرٍ من الأمصار إمامٌ روى ما ورد في مصحف بلده، إذ إن أئمة القراءة كانوا يروون كيفية رسم الكلمات إلى جانب روايتهم للقراءة، وتوفَّرت روايات رسوم مصاحف الأمصار لدى العلماء في وقت مبكر فظهرت لهم مؤلفات سجلت لهم في تراجمهم، ثم تتابع الغيث من بعدهم، فظهرت مؤلفات كثيرة في هذا الفن، نذكر منها على سبيل المثال:
1- كتاب "اختلاف مصاحف الشام والحجاز والعراق".
2- "مقطوع القرآن وموصوله" كلها لإمام الشام عبد الله بن عامر اليحصبي, ت118هـ, ذكرهما ابن النديم في الفهرست[1].
3- "اختلاف مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة" للكسائي, "ت 189هـ", ذكره ابن النديم أيضًا في الفهرست[2].
4، 5- كتاب "المحرر", وكتاب "علم المصاحف", كلاهما لأبي بكر محمد بن عبد الله بن أشتة الأصفهاني "ت بمصر 360هـ"، وهو كتاب ينقل عنه السيوطي وغيره كثيرًا.
6- "هجاء المصاحف" لمكي بن أبي طالب القيس الأندلسي "ت437 هـ", ذكره ياقوت[3] وغيره. [1] ص36. [2] ص36. [3] انظر معجم الأدباء ج19 ص170.
نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : محمد بكر إسماعيل جلد : 1 صفحه : 121