نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : محمد بكر إسماعيل جلد : 1 صفحه : 208
والفرق بين هذين الوجهين أنه في الأول خصَّصَ كل واحد من هذه الحروف باسم معين، وفي الثاني ليس كذلك".
قال السيوطي[1] بعد أن نقل هذا القول: "والاكتفاء ببعض الكلمة معهود في العربية، قال الشاعر:
قلت لها قفي فقالت قاف
أي: وقفت.
وقال:
بالخير خير وإن شرًّا فا ... ولا أريد الشر إلا أن تا
أراد: وإن شرًّا فشر، إلّا أن تشاء.
وقال:
ناداهم ألا ألجموا ألا تا ... قالوا جميعًا كلهم ألا فا
أراد: ألا تركبون، ألا فاركبوا.
وهذا القول اختاره الزَّجَّاج، وقال: العرب تنطق بالحرف الواحد تدل به على الكلمة التي هو منها" أ. هـ.
وهذا القول كسابقه غير معقول المعنى، ولا أرى أن هذا قد صحَّ عن ابن عباس، وعلى فرض صحته, فإنه يُعَدُّ سرًّا من الأسرار التي أطلعه الله عليها، لا نكلَّف الإيمان بها.
على أن العرب إنما يستخدمون الرمز في كلامهم لضرورة الشعر، أو للاستظراف في الكلام، والإلغاز به, أما القرآن الكريم فهو منَزَّهٌ عن هذا.
{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} .
والإحكام والتفصيل ينافي استخدام الرموز. [1] الإتقان ج2 ص34.
نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : محمد بكر إسماعيل جلد : 1 صفحه : 208