نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : محمد بكر إسماعيل جلد : 1 صفحه : 294
وقد نقل الزركشي في البرهان[1] عن بعض العلماء في تعليل الفرق بين المِثْل والمَثَل: بأنه لو كان المِثْل والمَثَل سيان، للزم التنافي بين قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} , وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} .
فإن الأولى نافية، والثانية مثبتة له.
ونحن نسلم أن بين المَثَل والمِثْل فرقًا ما، ولكننا لا نسلم بلزوم التنافي بين الآيتين، فإن قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} معناه كما قال ابن كثير في تفسيره: "الكمال المطلق من كل وجه وهو منسوب إليه"[2].
وأما قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} فمعناه: ليس مثل صفته شيء من صفات الخلق كما تقدَّمَ.
وبهذا التفسير لا يكون بين آية الشورى وآيتي النحل والروم تنافٍ من أي وجه.
هذا، وقد فرَّق الإمام فخر الدين الرازي -من جهة أخرى- بين المثل -بالكسر, والمثل -بالفتح, فقال: "المثل -بالكسر: هو الذي يكون مساويًا للشيء في تمام الماهية، والمثل -بالفتح: هو الذي يكون مساويًا له في بعض الصفات الخارجة عن الماهية"[3].
"وقيل: المكسور بمعنى شبه، والمفتوح بمعنى الوصف"[4].
وابن منظور في لسان العرب لا يفرِّق بين المثل بالكسر، والمثل بالفتح، بل [1] ج1 ص49 ط عيسى الحلبي. [2] ج2 ص496". دار الشعب. [3] انظر البرهان للزركشي ج1 ص491. [4] المصباح المنير ص564 ط. دار المعارف.
نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : محمد بكر إسماعيل جلد : 1 صفحه : 294