نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 281
أن وجه الإعجاز هو أمر من جنس البلاغة والفصاحة ولا طريق لك إلى هذا الخامس إلا طول خدمة هذين العلمين بعد فضل إلهي"[1].
الخامس: أن وجه الإعجاز في القرآن الكريم علومه ومعارفه:
وذهب إلى هذا القول عدد من العلماء قديمًا وحديثًا؛ قال به الغزالي "ت505هـ" والفخر الرازي "ت606هـ" والزركشي "ت794هـ" والسيوطي "ت911هـ" ومن المتأخرين الجوهري والإسكندراني والكواكبي والمراغي ومحمد رشيد رضا ومحمد فريد وجدي والقاسمي ومصطفى الرافعي ومحمود شكري الألوسي وابن باديس والغمراوي وعبد الرزاق نوفل وغيرهم كثير[2] وسيأتي إن شاء الله مزيد بيان لهذا الوجه.
والأقوال في وجه الإعجاز في القرآن الكريم كثيرة وكثرتها ناشئة من تكرار بعضها؛ إذ إن بعض هذه الأوجه داخل في بعض، قال الألوسي: "قد أطال العلماء الكلام على وجه إعجاز القرآن وأتوا بوجوه شتى، الكثير منها خواصه وفضائله"[3].
والرأي الراجح:
في وجه الإعجاز في القرآن أن لا يقتصر على وجه واحد فإعجازه مركب من وجوه عدة، فهو معجز في نظمه وفي أسلوبه وفي بلاغته وفي أخباره وفي علومه ومعارفه كما قال الزركشي -رحمه الله تعالى- وهو يعدد أوجه الإعجاز: "الثاني عشر: وهو قول أهل التحقيق أن الإعجاز وقع بجميع ما سبق من الأقوال، لا بكل واحد على انفراده فإنه جمع كلهن فلا معنى لنسبته إلى واحد منها بمفرده مع اشتماله على الجميع، بل وغير ذلك مما لم يسبق"[4] وقال الألوسي في ترجيحه: "والذي يخطر بقلب هذا [1] مفتاح العلوم: السكاكي ص216. [2] انظر كتابي "اتجاهات التفسير في القرآن الرابع عشر"، ج2 ص550 وما بعدها. [3] روح المعاني: الألوسي ج1 ص29. [4] البرهان في علوم القرآن: الزركشي ج2 ص106.
نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 281