نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 368
أخذ باقيه فقال: "وأخذت بقية القرآن عن أصحابه"[1] ولإدراكه رضي الله عنه مكانة التلقي بالمشافهة كان إذا سئل عن سورة لم يكن تلقاها عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- صرح لهم بذلك ودلهم على من تلقاها بالمشافهة عنه صلى الله عليه وسلم، فعن معديكرب قال: "أتينا عبد الله فسألناه أن يقرأ "طسم" المائتين[2]. فقال: ما هي معي ولكن علكيم من أخذها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خباب بن الأرت. قال: فأتينا خباب بن الأرت فقرأها علينا"[3].
ولهذا قرر العلماء أنه لا يصح التعويل على المصاحف وحدها، بل لا بد من التلقي عن حافظ متقن وكانوا يقولون: "من أعظم البلية تشييخ الصحيفة"[4] ويقولون: "لا تأخذوا القرآن من مصحفي ولا العلم من صحفي"[5] وهو الذي يعلم الناس وينظر إلى رسم المصحف. وكان الشافعي رحمه الله تعالى يقول: "من تفقه من بطون الكتب ضيع الأحكام"[6].
ولحمل الناس على تلقي القرآن مشافهة مزيتان:
المزية الأولى:
التوثق من النطق الصحيح لألفاظ القرآن الكريم، وطريقة الأداء، وحسن الترتيل، وإتقان التجويد، وإخراج الحروف من مخارجها، فإن ذلك كله لا يمكن تحقيقه عن طريق الكتابة وحدها، إذ لا يمكن معرفة الروم، والإشمام، والتسهيل، والتحقيق، والتفخيم والقلقلة، والإدغام، والإخفاء إلا عن طريق السماع الصوتي من معلم متابع مصغ. [1] فتح الباري: ابن حجر العسقلاني ج9 ص48. [2] هي سورة الشعراء. [3] مسند الإمام أحمد: ج2 ص34 بتحقيق أحمد شاكر رقم 3980 وقال: إسناده صحيح. [4] تذكرة السامع والمتكلم: ابن جماعة ص87. [5] شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف: العسكري ص10. [6] تذكرة السامع والمتكلم: ابن جماعة ص87.
نام کتاب : دراسات في علوم القرآن نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 368