فحضهم معا على الجهاد ... فانبعث القوم على ميعاد
وقصدوا مصححين النية ... نحو أذربيجان وأرمينيه
فاجتمع الشامي والعراقي ... في ذلك الغزو على وفاق
فسمع البعض قراةَ العبض ... فقابلوا قراتهم بالنقض
واختلفوا في أحرف التلاوة ... حتى بدت بينهم العداوة
ووصل الأمر إلى عثمانِ ... أخبره حذيفةٌ بالشان
وما جرى بينهم هناكا ... وما رأى من أمرهم في ذاكا
وقال هذا الأمر فأدركه ... فهو معضل فلا تتركه
فجمع الإمام من في الدار ... من المهاجرين والأنصار
وقال: قد رأيت أمراً فيه ... مصلحة وهو ما أحكيه
رأيت أن أجمع هذه الصحف ... في مصحف بصورة لا تختلف
أدخله ما بين دفتين ... فصوّب الكل لذي النورين
مقاله وما رأى من ذاكا ... ولم يكن مخالف هناكا1
1 الأرجوزة المنبهة للداني، الأبيات رقم: 179-182.