نام کتاب : تصويبات في فهم بعض الآيات نویسنده : الخالدي، صلاح جلد : 1 صفحه : 145
انحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق. فأنزل الله هذه الآيات ..
وأخرج النسائي وابن جرير عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت هذه الآيات في النجاشي وأصحابه.
وقال عطاء: هم ناس من الحبشة، آمنوا إذ جاءهم المهاجرون.
وقال سعيد بن جبير: هم رسل النجاشي، الذين أرسلهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بخبر إسلامه وإسلام قومه.
وقال قتادة: هم أناس من أهل الكتاب، كانوا على شريعةٍ من الحق مما جاء به عيسى عليه السلام، يؤمنون به وينتهون إليه. فلما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم صدّقوه وآمنوا به، وعرفوا ما جاء به من الحق أنه من عند الله، فأثنى عليهم بما تسمعون.
وحول حقيقة هؤلاء النصارى الصالحين، نورد مقتطفاتٍ من كلامٍ رائعٍ للإمام الشهيد سيد قطب في الظلال:
ومع أن متابعة مجموع الآيات، لا تدع مجالاً للشك في أنها تصور حالةً معينةً، هي التي ينطبق عليها هذا التقرير المعين. فإن الكثيرين يخطئون فهم مدلولها، ويجعلون منها مادةً للتميع المؤذي، في تقدير المسلمين لموقفهم من المعسكرات المختلفة، وموقف هذه المعسكرات منهم.
وبعد أن يبين ملامح النصارى المعنيين بالآيات يقول: وليس كل من قالوا: إنهم نصارى إذن داخلين في ذلك الحكم {وَلَتَجِدَنً أَقْرَبَهُمْ مَوَدًةً لِلذينَ آمَنوا} كما يحاول أن يقول من يقتطعون آيات القرآن دون تمامها. إنما هذا الحكم مقصورٌ على حالةٍ معينة، لم يَدع السياق القرآني أمرها
نام کتاب : تصويبات في فهم بعض الآيات نویسنده : الخالدي، صلاح جلد : 1 صفحه : 145