نام کتاب : المدخل لدراسة القرآن الكريم نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 277
اختلاف، قلنا: فنعم ما رأيت.
هل يجوز حرق كتب العلم ونحوها
وقد أخذ العلماء من أمر عثمان رضي الله عنه بتحريق الصحف والمصاحف الأخرى حين جمع القرآن في المصاحف المعتمدة جواز تحريق المصاحف البالية والكتب التي يذكر فيها اسم الله تعالى، وأن في ذلك إكراما لها وصيانة عن الوطء بالأقدام وكان طاوس يحرق الصحف إذا اجتمعت عنده وفيها بسم الله الرحمن الرحيم، وحرق عروة بن الزبير كتب فقه كانت عنده يوم الحرة.
السبب الباعث على جمع عثمان:
وقد تبين مما ذكرنا أن السبب الباعث على جمع عثمان هو رفع الاختلاف والتنازع في القرآن، وقطع المراء فيه، وذلك بجمع الناس على القراءة بحرف واحد، وهو لغة قريش، وأما قبله فكانت الصحف مكتوبة بالأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، وما تحتمله من قراءات، وقد وفق الله عثمان لهذا العمل الجليل الذي رفع الاختلاف، وجمع الكلمة، وأراح الأمة، فرضي الله عنه وأرضاه.
ويعجبني في هذا ما قاله الحارث المحاسبي: المشهور عند الناس أن جامع القرآن عثمان، وليس كذلك، إنما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه وبين من شهدوا من المهاجرين والأنصار لما خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق والشام في حروف القراءات، فأما قبل ذلك فقد كانت المصاحف بوجوه من القراءات المطلقات، على الحروف السبعة التي أنزل بها القرآن، فأما السابق إلى جمع الجملة فهو الصدّيق، وقد قال عليّ: لو وليت لعملت بالمصاحف الذي عمل بها عثمان [1]. [1] الإتقان ج 1 ص 60.
نام کتاب : المدخل لدراسة القرآن الكريم نویسنده : أبو شهبة، محمد جلد : 1 صفحه : 277