responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحرر في علوم القرآن نویسنده : الطيار، مساعد    جلد : 1  صفحه : 151
وقد أخبر زيد ببعض وسائل الكتابة التي كانت في عصر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ففي الحديث الذي ذكره البخاري (ت256هـ) وغيره في جمع أبي بكر رضي الله عنه إشارة إلى ذلك، فقال: «فتتبعت القرآن أجمعه من العُسُبِ والرِّقاع واللِّخَاف [1]» [2].
وهذا يدلُّ على أنَّ القرآن لم يكن مجموعاً في مصحفٍ واحدٍ في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم، بل كان متفرقاً، في مثل هذه الأدوات التي ذكرها زيدٌ رضي الله عنه.
وقد كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يعتني بكتابة القرآن أيما عناية، وكان يطلب أحد كتبة الوحي إذا نزل عليه القرآن، وهذا مما دلَّت عليه الآثار، مثل ما رواه البخاري بسنده عن البراء رضي الله عنه قال: «لما نزلت: {لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زيداً فكتبها، فجاء ابن أم مكتوم فشكا ضرارته فأنزل الله: {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ}» [3].
مسألة: لماذا لم يُكتب القرآن ـ في مصحف واحدٍ ـ كاملاً في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟
لقد كان من قدر الله أن يتوفَّى نبيه صلّى الله عليه وسلّم، وأن لا يجمع القرآن في مصحفٍ واحدٍ، وهذا ما يشهد له الواقع التاريخي لكتابة القرآن في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم، والبحث عن العلل في ذلك ضرب من الاجتهاد الذي يحتمل الصواب والخطأ؛ لأن كل تعليل يمكن أن يُنتقَضَ، ومما ذُكر من الأسباب:
1 - أن الحاجة لم تدع إلى ذلك، ولم يقع ما يوجب العمل بهذا الضبط الكتابي المجموع للقرآن الكريم، بدلالة أنه لو كان مما تحتاج إليه

[1] العُسُبُ: قال أبو عبيد: «في حديث زيد بن ثابت حين أمره أبو بكر رضي الله عنه أن يجمع القرآن قال: فجعلت أتتبعه من الرقاع والعُسُب واللِّخاف. قال الأصمعي: اللِّخاف واحدتها: لَخْفة وهي حجارة بيض رقاق. والعُسُب واحدها: عَسِيب وهو سَعَف النخل وأهل الحجاز يسمونه الجريد أيضاً» غريب الحديث (4:156).
[2] صحيح البخاري برقم (7191).
[3] صحيح البخاري برقم (4593)؛ وأخرجه أيضاً مسلم برقم (1898).
نام کتاب : المحرر في علوم القرآن نویسنده : الطيار، مساعد    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست