responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القول المعتبر في بيان الإعجاز للحروف المقطعة من فواتح السور نویسنده : آل خطاب، إياس    جلد : 1  صفحه : 131
ويعلم أنها ليست شعاراً للنصر على أولياء الله وأهل الحق، وعلى منوالها قال أبو المغيرة ابن عم ابن حزم في رده عليه بعد أن ذمه:
وغاصب حقٍّ أوبقته المقادر ... يذكّرني حاميم والرمح شاجر
غدا يستعير الفخر من خيم خصمه ... ويجهل أنّ الحقّ أبلج ظاهر
ألم تتعلّم يا أخا الظّلم أنّني ... برغمك ناهٍ منذ عشرٍ وآمر (1)
ولذلك أعربوا حاميم إعراب ما لا ينصرف لأنها شعار، والشعار أو العنوان كاسم السورة لا ينصرف، لذلك "قال أبو عبيد: هكذا يقول المحدثون لا ينصرون بالنون، وإعرابها لا ينصروا" [2]، وهذا لأنها شعار ولو كانت جملة لكان إعرابها كما قال، والرسول - صلى الله عليه وسلم - أفصح من نطق بالعربية، ومن استدل بهذا البيت على أنه جعل حم اسماً للسورة فقد وهم، فأي سورة من ذوات حم قصد وهي سبع سور، ومن قال إن محمداً بن طلحة كان يناشد من يحمل عليه بحاميم، فقد وهم أيضاً فهذا صنيع الجبان، وليس لقاتله أن يفخر بقتله إن كان كذلك، أما قائل هذا البيت فقد تفاخر بقتله صنديداً شجاعاً يتغنى بشعار النصر على أعدائه، وقد ذكر ابن الأثير أن التقدم كان بإمساك خطام الجمل الذي عليه عائشة - رضي الله عنها - وقُتل كثير ممن تقدم وأمسك به، وكان ممن أخذ بخطام الجمل محمد بن طلحة، "فجعل لا يحمل عليه أحد إلا حمل عليه، وقال: حاميم لا ينصرون، واجتمع عليه نفر، كلهم ادعى قتله" [3]، وهو من سمّاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - محمداً على اسمه، [4] وأبوه طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، ومن المشهورين في الشجاعة والاستبسال، وقد شلت يده يوم أحد من دفاعه عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - [5]، وابنه إبراهيم بن محمد بن طلحة كان يلقب بأسد الحجاز [6]، ومن كان مثل محمد بن طلحة، لا يكون بحال كما صوره بزعمهم.
ويروى عن ابن مسعود أنّه قال: "إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات دمثات، أتأنق فيهن" [7]، أي" أُعْجَب بهنَّ وأَسْتَلِذ قراءتهن وأتتبَّع محاسنهنَّ" [8]، وقال أيضاً: "آل حم ديباج القرآن" [9]، وقد أتى فيها إشارة وبيان لسبب عجز وإعجاز المشركين العرب عن الرد، وهم أهل هذه الحروف وأهل الفصاحة بنطقها وفنون نظمها، مع العلم بأنهم حاولوا جاهدين إيجاد

(1) نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للتلمساني، ج2 ص80
[2] فضائل القرآن لأبي عبيد للقاسم بن سلام (ص254)، وفي غريب الحديث له أيضاً (110/ 5)، ونقل هذا القول كثير من المفسرين وظنوا أنه من أخطاء المحدثين! وقال بعض اللغويين إنها خبر، إتباعاً لما نقل الأزهري والخطابي عن ثعلب أحمد بن يحي قوله أنه لو كان دعاء لكان مجزوماً أي لا ينصروا، وإنما هو إخبار، كأنه قال والله لا ينصرون، كما في تهذيب الأسماء للنووي (مادة حمم) - وكذا قال ابن الأثير في تفصيل الأقوال فيها ولم يرجحه في النهاية في غريب الأثر (الحاء مع الميم)، ونقل عنه ابن منظور في لسان العرب أيضاً وكله من قول ثعلب، وهو خطأ فتنبه.
[3] الكامل في التاريخ لابن الأثير ج3 ص336، وانظر نهاية الإرب في فنون الأدب للنويري ج20 ص45 فقد ذكر القصة بالتفصيل.
[4] معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني من عدة روايات، ج1 ص166 (معرفة محمد بن طلحة)
[5] رواه البخاري في الصحيح (22/ 5).
[6] أخبار مكة للفاكهي ج3 ص301، وتاريخ دمشق لابن عساكر ج7 ص147
[7] رواه ابن أبي شيبة (203/ 7) والقاسم بن سلام في فضائل القرآن (ص255) وابن قتيبة الدينوري في عيون الأخبار (148/ 2)، بسند صحيح.
[8] ابن الأثير - النهاية في غريب الأثر، مادة الهمزة مع النون (أنق)
[9] رواه ابن أبي شيبة (203/ 7) والقاسم بن سلام (ص255) وابن الضريس كلاهما في فضائل القرآن (127/ 1) عن مجاهد: "قال بن مسعود: آل حم ديباج القرآن" بسند صحيح. ورواه عبد الرزاق (381/ 3) بنفس السند عن مجاهد موقوف عليه. ورواه الحاكم في المستدرك (474/ 2) وعنه البيهقي في شعب الأيمان (483/ 2) بلفظ "الحواميم ديباج القرآن" واللفظ الأول هو الصحيح لأن كلمة الحواميم لفظ حادث، قال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث (109/ 5) نقلاً عن الفرّاء: "وأما قول العامة: الحواميم، فليس من كلام العرب." ويقول الحريري في درة الغواص في أوهام الخواص (ص22): "ويقولون: قرأتُ الحواميم والطواسين. ووجه الكلام فيهما أن يقال: قرأت آل حم وآل طس."
نام کتاب : القول المعتبر في بيان الإعجاز للحروف المقطعة من فواتح السور نویسنده : آل خطاب، إياس    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست