نام کتاب : القول المعتبر في بيان الإعجاز للحروف المقطعة من فواتح السور نویسنده : آل خطاب، إياس جلد : 1 صفحه : 68
بطشت وبطش كان أشد مني، فذلك قوله {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} قال له داود: أنت كنت أحوج إلى نعجتك منه {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ} .. إلى قوله {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} ونسي نفسه - صلى الله عليه وسلم -، فنظر الملكان أحدهما إلى الآخر حين قال ذلك، فتبسم أحدهما إلى الآخر، فرآه داود وظن أنما فتن {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} أربعين ليلة، حتى نبتت الخُضرة من دموع عينيه، ثم شدّد الله له ملكه." [1] فانظر ما حملوا كلام الله عليه من افتراء وقدح في الأنبياء، والكذب فيها والتفصيل على ما ورد في القرآن واضح، وأثر الصناعة فيها واضح. ومنهم من شق عليه تصديق القصة فقال إن الرجل كان خطيب المرأة وليس زوجها! وكأن القرآن نزل مكمّلاً للعهد القديم والجديد عند أهل الكتاب، فما استطعنا تفسيره واستقراء معانيه إلا بالرجوع إلى قصص كتبهم، ونسى علماؤنا الكرام [2] أن اليهود لم يعترفوا بنبوة داود أصلاً، [1] روى الطبري هذه القصة (182/ 21) بهذا النص عن ابن عباس بسند ضعيف جداً قد سبق تخريجه، وذكر القصة غيره من المفسرين كالقرطبي والبغوي والألوسي والشوكاني وابن الجوزي والرازي والسمرقندي والواحدي والجزائري وأنكرها البعض ممن ذكرها، وفسر بها البعض، ومنهم من أنكرها من غير ذكرها واكتفى بالإشارة لبطلانها، كابن كثير والزمخشري والشنقيطي والقطان وغيرهم، واختلفوا في ذنب داود، وأكثرهم رجّح أن ذنبه كان عدم سماعه لحجة الثاني قبل إصدار الحكم، وما هذا الخلاف إلا من تأثير هذه القصة. أما من لم يذكر القصة ولم يعقب عليها ولم يأخذ بكلام المفسرين في هذه الآية، فاقتصر على ذكر معاني الكلمات كما في التفسير الميسر، أو زاد بالقول بما أخذه المفسرون من عدم سماع داود لحجة الثاني كما في المنتخب، وفصّل القول فيها محمد أبو شهبة في كتاب الإسرائيليات والموضوعات ص264. وهذه القصة هي ذات القصة في العهد القديم إلا أنهم لا يتورعون عن نسبة الزنى للأنبياء والملوك، فزادوا عليها بقولهم على داود بأنه زنى بامرأة أوريا وكاد له كي يقتله وأنها حملت منه بالزنا (سفر صموئيل إصحاح 11). [2] ولا أقصد فيما ذكرت الطعن في علماء التفسير، فقد نقلوا وقالوا إن العهدة على الراوي، وكانت غايتهم تفسير القرآن كاملاً لبيان معانيه للناس، وهي غاية عظيمة، ونسأل الله لهم حسن الثواب، وإن زلّوا في تفسير آية أو أكثر فهذا من عدم العصمة للبشر، وكلّ يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما علمهم وما ردنا إلا كما قال الله في داود عليه السلام: {وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251] فعلمهم داخل فيما شاء الله أن يعلموه وردّنا داخل في دفع الناس بعضهم ببعض.
نام کتاب : القول المعتبر في بيان الإعجاز للحروف المقطعة من فواتح السور نویسنده : آل خطاب، إياس جلد : 1 صفحه : 68