نام کتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن نویسنده : عبد الكريم الحميد جلد : 1 صفحه : 122
أما كلام السلف فنظروا للكون بنور كلام خالقه وتكلموا على هذا المقتضى، فهم يصفون المخلوقات كما وصفها خالقها.
هذا النموذج من الطريقة المسلوكة في هذا العصر لإثبات الإعجاز المزعوم، ولذلك لما قُوبَلَتْ نظريات الملاحدة مثل هذه النظرية بنصوص القرآن التي تبين بطلانها لم يلتفت إليها المقلِّدة.
فالقول بدوران الأرض منفي بنصوص تهدم البناء من أصله، حيث أنه بلا شك أن الأرض ثابتة وقد وضّحتُ ذلك في (هداية الحيران) فبطلتْ أسْطورة السديم وما انفصل عنه بطريقة الدوران الميكانيكية وبقي ما ذكره الله في القرآن وتكلم به السلف وهو (الدخان) وقد تقدم كلام السلف في ذلك مما يدل أن الله سبحانه خلق الأرض والسموات من مادة، أما أن هذه المادة تدور وانفصل منها كواكب تدور فهذا هذيان.
ولتعلم مراد إبليس من تأسيس نظرية الدوران في السديم المزعوم فانظر فروع هذا الأساس وتابعها يظهر لك بجلاء أن الأمر مُبْرم بليل من قِبَلِ من قال لربك: (وَلأُضِلَّنَّهُمْ) فقد حصل له فوق مراده بهذه النظرية إذْ أنها تقود حَتْماً إلى الضلال عن الخالق المعبود سبحانه.
فالسديم عندهم في فضاء لا حَدَّ له ولا يوجد في أذهانهم وتصوّراتهم غيره وقد انفصلت عنه بسبب دورانه الشموس ويسمونها النجوم، والشموس بفعل الدوران انفصلت عن كل شمس مجموعتها، فهذه
نام کتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن نویسنده : عبد الكريم الحميد جلد : 1 صفحه : 122