نام کتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن نویسنده : عبد الكريم الحميد جلد : 1 صفحه : 288
وكتب شخص ما فعلت من خير، فهل يقول أي عاقل: إن تلك الكتابة هي التي أرغمتك على فعل الخير؟ كلا، إن كتابة الشخص ليست إلا تسجيلاً لما فعلت، والكتابة في اللوح ليست إلا تسجيلاً لما ستفعل باختيارك، وليس من فرق بين التسجيل لفعلك قبل حدوثه، والتسجيل بعد حدوثه إلا لذلك الفرق بين علم الله الواسع الشامل السابق، وعلم الإنسان المحدود اللاحق. انتهى [1].
كلام صاحب كتاب توحيد الخالق في القدر هنا خوض بلا علم بل بجهل وضلال، والخوض بشأن القدر حاصل في هذه الأمة والأمم قبلها، ومعلوم أن الإيمان بالقدر هو الركن السادس من أركان الإيمان والكلام فيه مزلّة ومضلّة إلا من وُفّق للعلم به على مقتضى مذهب أهل السنة والجماعة.
فقول صاحب كتاب توحيد الخالق: (عِلم الله السابق الذي كتب في اللوح لم ينزل إلى الأرض لإرغامنا على فعل الشر والخير حتى نحتج بهذا السؤال فليس لِعلم الله السابق وما كُتب في اللوح قوة تسوقنا مكرهين إلى فعل الأشياء) كلام ركيك، حيث لم يجعل لعلم الله تأثيراً إلا أنه كاشف فقط حيث قال بعد ذلك: (بل علم الله السابق صفة انكشاف لما سنعمل بحريتنا لا صفة تغيير لأفعالنا) هذا كلام جاهل بالقدر، [1] توحيد الخالق، (ص368).
نام کتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن نویسنده : عبد الكريم الحميد جلد : 1 صفحه : 288