نام کتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن نویسنده : عبد الكريم الحميد جلد : 1 صفحه : 322
أما من أنكر أن يكون ذلك يوم القيامة لأن الإنسان لا يبعث إلا والأرض قاعاً صفصفاً فلظنه أن الرؤية هنا للبصر وليس كذلك، بل الرؤية في آية سورة النمل للبصيرة كقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) مع أن هذه الواقعة وقعت عام مولده صلى الله عليه وسلم وإن كانت رؤية بالبصر فهي في القيامة.
أما في آية سورة طه فالمقصود رؤية البصر (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ).
ثم يقال: كلام الله ينزه عن هذه المعاني الركيكة فإنه على تقدير أن الأرض تدور وأن معنى (تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) يعني الجبال فإن لَفْت النظر بهذا الاعتبار إلى الأرض كلها هو المناسب لبلاغة كلام الله، ولماذا تُخَصّ الجبال وهي أجزاء صغيرة بالنسبة لما انْبَسط من الأرض من الصحاري والسهول بل والبحار، أليس يقول الله عز وجل: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ).
إن هذا أبلغ في القدرة وأبلغ في البلاغة، لو كانت الأرض تدور وإن هذا والله التكلف، وكم ذكر الله الأرض في كتابه العزيز وليس في ذلك ولا آية واحدة تشير ولو من بعيد إلى الدوران كيف والآيات جاءت ببيان القرار والسكون، ولا يسلم من هذا الوباء والبلاء إلا من حل عقدة
نام کتاب : الفرقان في بيان إعجاز القرآن نویسنده : عبد الكريم الحميد جلد : 1 صفحه : 322