نام کتاب : التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا نویسنده : الطرهوني، محمد بن رزق جلد : 1 صفحه : 121
المنصب بعد وفاة الحبيب بورقيبة، على النظام الجمهوري والحكم بالقوانين الوضعية، وقد ضيق الخناق على الجماعات الإسلامية التي تطالب بتحكيم الشريعة، وأصبح المسلم الملتزم في صراع مع السلطة حتى حول الفرعيات كإطاق اللحية ولبس الثوب وما إلى ذلك.
ثانيا: الجزائر
وبعد أن أعلن الاستقلال في الجزائر بدأ الصراع على الحكم والاختلاف بين زعماء الثورة فتأخرت انتخابات الحكومة الجزائرية شهرين حتى تسلم السلطة أحمد بن بيللا بتأييد معظم جيش التحرير الذي يقوده هواري بومدين وتمت المصادقة على الدستور سنة 1963 في سبتمبر ورشح أحمد بن بيللا أول رئيس للجمهورية الديمقراطية الشعبية التي يعتنق قادتها الفكر الشيوعي وأعلن الرئيس أن مبادئه تختلف عن الماركسية في أمرين رئيسين: الاعتراف بالقيم الروحية والأخذ بالمبدأ القومي وظهر تيار قوي يستهدف ربط الاشتراكية بالإسلام وجابه بن بلل حركات تمرد استعان بالجيش في مواجهتها مثل حركة انشقاق سي العربي سنة 1963 م وفي سنة 1965 أراد بن بيللا استبعاد وزير خارجية بقرار فردي وأدى ذلك إلى الانقلاب الذي قام به هواري بومدين وقام طاهر الزبيري بالقبض على بن بيلا إلا أن الزبيدي حاول الانقلاب بعد ذلك علي بومدين سنة 1967 إلا أنه استطاع قمع تلك الحركة ومنذ ذلك الوقت استقرت السلطة في الجزائر وأكمل بومدين بناء الدولة على مابدأه سابقه بن بيللا على النهج الاشتراكي وانضمت للدول التقدمية في العالم العربي في مقابل الدول المحافظة وأصبح لها علاقات وطيدة مع فرنسا وشجعت الهجرة إليها. (1)
ثم تولى الحكم بعد هواري بومدين الشاذلي بن جديد على نفس النظام الذي يحكم القوانين الوضعية، وظهرت على الساحة جبهة الإنقاذ الإسلامية بقيادة عباس مدني وعلي بلحاج، التي فازت بأغلبية في الانتخابات [2] فتم
(1) انظر: المغرب العربي ص: 321 - 469. [2] انظر: مدراك النظر في السياسة ص: 91 - 137.
نام کتاب : التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا نویسنده : الطرهوني، محمد بن رزق جلد : 1 صفحه : 121