نام کتاب : التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا نویسنده : الطرهوني، محمد بن رزق جلد : 1 صفحه : 57
رحل إلى المشرق، وبرع في الحديث والفقه، ثم عاد إلى القيروان فأقام بها يعلم الناس العلم، ويحدثهم بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتفع به كثير [1] وهو أول من أدخل مذهب أبي حنيفة المغرب حيث دون عنه أكثر من عشرة آلاف مسألة [2] كما أنه سمع من الإمام مالك بن أنس، ومن سفيان الثوري والأعمش وابن جريج وهم من أعلام المفسرين.
وكان للخوارج نشاط علمي على مذهبهم، وقاموا بكتابة العديد من المصنفات فمن أكبر علماء الإباضية محمد بن أفلح وأبو خرز الحامي، ولهما مؤلفات عديدة في اعتقادهم [3]، وسوف أقدم دراسة لتفسير هود بن محكم وهو من الإباضية الذين نشروا العلم بتاهرت التي أسسوا فيها دولتهم، كما سيأتي.
وفي أول عهد يزيد بن حاتم (155 هـ - 170 هـ) ركدت ريح الخوارج من البربر وتداعت بدعتهم إلى الاضمحلال [4]، فالتفت إلى الناحية العمرانية ورتب أسواق القيروان، وأفرد لكل صناعة مكانا وجدد بناء الجامع وانتعشت الحياة العلمية في عهده [5] لطول فترة حكمه مع الهدوء والاستقرار وقلة الحروب وكذا الحال في عهد خلفه إلا ما كان من ثورة بعض الجند وخاصة في عهد محمد بن مقاتل العكي (181 هـ - 184 هـ) الذي كان سيىء السيرة حتى إنه ضرب عابد القيروان البهلول بن راشد (ت 183 هـ) وحبسه ظلما [6]، ولما اختلت عليه الأمور عزله هارون الرشيد سنة 84 هـ، وبذلك انتهى عصر الولاة ليبدأ العهد الأغلبي، كما سيأتي.
وفي الحقبة الأخيرة من هذا العصر نشطت الرحلة إلى المشرق [7]، وعاد [1] انظر المعالم 1/ 239، الرياض 1/ 177. [2] الرياض 1/ 180. [3] انظر المدارس الكلامية بإفريقية 144، 146. [4] انظر الاستقصاء 1/ 133، العبر 6/ 113. [5] انظر تاريخ المغرب العربي 1/ 367، ورقات 1/ 162. [6] البيان المغرب 1/ 89. [7] انظر كمثال: المدارك 1/ 192، البيان المغرب 1/ 79، الشجرة 1/ 60، الرياض 1/ 234.
نام کتاب : التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا نویسنده : الطرهوني، محمد بن رزق جلد : 1 صفحه : 57