نام کتاب : الإعجاز العلمي إلى أين نویسنده : الطيار، مساعد جلد : 1 صفحه : 120
المثال الأول:
في قوله تعالى: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 30].
ورد عن السلف في تفسير هذه الآية قولان ([1]):
الأول: بسطها، وهو مروي عن قتادة والسدي وسفيان الثوري.
الثاني: إخراجه ماءها ومرعاها، وهو مروي عن ابن عباس وابن جريج وابن زيد.
وهذان الاختلافان يعودان إلى قولين متغايرين غير متضادين، ويمكن اجتماعهما في معنى دحو الأرض؛ لأن بسطها لا يعارض إخراج مائها ومرعاها منها، فكلاهما محتمل، وإن كان الأول أشهر.
وذهب بعض المعاصرين إلى أن الدحو هنا بمعنى جعل الأرض كُرَةً [2]، وهذا المعنى له أصل في اللغة، وهو حقيقة كونية دلَّت عليها آيات قرآنية غير هذه الآية، وبهذا يكون قد تحقق في هذه القضية صحتها من جهة اللغة، وصحتها من جهة الواقع.
لكن هذا لا يلزم من كونها كذلك أن يكون المراد بالدحو كون الأرض كُرَةً، ويكون المعنى: (والأرض بعد ذلك كوَّرها)؛ أي: جعلها كُرَةً.
ولو ذهب مفسر إلى هذا المعنى لكان له وجه، وكان معنًى ثالثاً [1] تنظر الأقوال في: تفسير الطبري، تحقيق الدكتور عبد الله التركي (24: 95 - 96)، والدر المنثور، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي (15: 234). [2] ينظر مقال في الشبكة العنكبوتية تحت عنوان الإعجاز العلمي (القرآن يتجلى في تكوين كوكب الأرض) لنزيه القميحا (www.ishraqa.com) والملاحظ أن كروية الأرض، بل كل الأفلاك ثابته عند علماء السلف والخلف من المسلمين، إلا النزر اليسير من الخلف ممن عارض في هذه المسألة، وقد أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في عدد من كتبه، منها: الفتاوى (5: 150)، (6: 565 - 586)، بيان تلبيس الجهمية (2: 212)، الرد على المنطقيين (ص: 137، 260).
نام کتاب : الإعجاز العلمي إلى أين نویسنده : الطيار، مساعد جلد : 1 صفحه : 120