responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم نویسنده : القصير، أحمد بن عبد العزيز    جلد : 1  صفحه : 362
من دُفِنَ، ولم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه تخصيصاً. (1)
واعتُرِضَ: بأنَّ ما ورد في هذا الحديث مخصوص بأول الدفن، عند سؤال الملكين، وهو غير دائم، فلا يفيد عموم سماع الأموات في كل الأحوال والأوقات. (2)
وأيضاً: فإنَّ الروح تُعاد للبدن عند المساءلة - كما ثبت بذلك الحديث [3] - لذا فإنَّ سماع الميت قرع النعال، إنما هو بسبب اتصال الروح بالبدن، وهذا الاتصال غير دائم، بل هو مخصوص بوقت السؤال [4]، وعليه فلا يصح الاستدلال بهذا الحديث، على عموم سماع الأموات في كل وقت وحين.
الدليل الثالث: عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ". [5]، وهذا الحديث فيه مخاطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل القبور بقوله: "السلام عليكم"، وقوله: "وإنا إنْ شاء الله بكم لاحقون"، وهذا يدل دلالة واضحة على أنهم يسمعون

(1) أضواء البيان، للشنقيطي (6/ 423، 425)، وانظر: تفسير القرطبي (13/ 154)، ومجموع الفتاوى، لابن تيمية (4/ 299)، وأهوال القبور، لابن رجب، ص (134)، والروح، لابن القيم، ص (141)، وروح المعاني، للآلوسي (21/ 76).
(2) انظر: فتح القدير، لابن الهمام (2/ 104)، وفيض القدير، للمناوي (2/ 398)، ومحاسن التأويل، للقاسمي (8/ 21).
[3] عود الروح للبدن وقت المساءلة في القبر، جاء في حديث طويل، من رواية المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه -، مرفوعاً، والشاهد من الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، فَيَأْتِيه مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ .... ". وسيأتي الحديث بطوله في مبحث الترجيح.
[4] قال الحافظ ابن حجر، في فتح الباري (3/ 284): "الحياة في القبر للمساءلة، ليست الحياة المستقرة المعهودة في الدنيا، التي تقوم فيها الروح بالبدن وتدبيره وتصرفه وتحتاج إلى ما يحتاج إليه الأحياء، بل هي مجرد إعادة لفائدة الامتحان الذي وردت به الأحاديث الصحيحة، فهي إعادة عارضة، كما حيي خلق لكثير من الأنبياء لمساءلتهم عن أشياء ثم عادوا موتى". اهـ. وانظر: الروح، لابن القيم، ص (151)، وأهوال القبور، لابن رجب، ص (137).
[5] أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الطهارة، حديث (249).
نام کتاب : الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم نویسنده : القصير، أحمد بن عبد العزيز    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست