وبارئها بأنه الواحد الأحد الذي لا شريك له، وأنه الكامل في علمه وقدرته ومشيئته وحكمته وربوبيته وملكه، وأنها مسخرة مذللة، منقادة لأمره، مطيعة لمراده منها، ففي الأقسام بها تعظيم لخالقها تبارك وتعالى، وتنزيه له عما نسبه إليه أعداؤه الجاحدون المعطلون لربوبيته وقدرته ومشيئته ووحدانيته.
وأنها أدلة على بارئها وفاطرها، وعلى وحدانيته، وأنه لا تنبغي الربوبية والإلهية لها بوجه ما، بل لا تنبغي إلا لمن فطرها وبرأها" [1].
3 - التوسل:
قد كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم فالق الإصباح، وجاعل الليل سكنا، والشمس والقمر حسبانا، اقض عني الدين، وأغنني من الفقر، وأمتعني بسمعي وبصري وقوتي في سبيلك» [2].
"فهذا دعا لله تعالى وتوسل إليه بما وصف به نفسه في قوله -عز وجل- " [3]: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [4].
خامساً: الإيمان بالرسل: [1] مفتاح دار السعادة: 2/ 264. [2] رواه مالك في الموطأ، كتاب القرآن، باب ما جاء في الدعاء، تحقيق: كلال حسن علي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 1: 189 برقم (506)، قال ابن عبد البر: " لم تختلف الرواة عن مالك في إسناد هذا الحديث ولا في متنه، ورواه أبو شيبة عن أبي خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد عن مسلم بن يسار". انظر: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لأبي عمر يوسف بن عبدالله بن عبد البر القرطبي، تحقيق: سعيد أعراب: 24/ 50، والمصنف لابن أبي شيبة، تحقيق: محمد عوامة، دار القبلة، جدة، ط1: 15/ 11 برقم (29803). [3] انظر: المنتقى شرح موطأ مالك للقاضي سليمان الباجي، تحقيق: محمد عبد القادر أحمد عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1: 2/ 429. [4] الأنعام: 96.