ثانياً: سب المرض:
من المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآية الكونية - الأمراض - سبها ووصفها بالخبث، وهذا أمر لا يجوز فإن سبها سب لخالقها، وهو الله -عز وجل-، وقد ورد في الحديث عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- أن أم السائب قالت: «الحمى لا بارك الله فيها»، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لها: «لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديث» [1].
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: " الحمى هي السخونة، وهي نوع من الأمراض وهي أنواع متعددة، ولكنها تكون بقدر الله -عز وجل-، فهو الذي يقدرها وقوعاً، ويرفعها سبحانه وتعالى، وكل شيء من أفعال الله فإنه لا يجوز للإنسان أن يسبه؛ لأن سبه سب لخالقه جل وعلا، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر» ([2]) " [3].
ثالثاً: اليأس من روح الله والقول بأن هذا المرض ليس له علاج:
من المخالفات العقدية المتعلقة بهذه الآية الكونية: اليأس من روح الله، واعتقاد أن بعض الأمراض ليس لها علاج، ومن ذلك قول بعض الأطباء هذا مرض ليس له علاج، ميئوس منه ولا يقيد ذلك بقوله: ليس له علاج عندي أو نحو ذلك [4]، وهذا الأمر مخالف [1] صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك حتى الشوكة: 4/ 1993، برقم (2575). [2] صحيح مسلم، كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها، باب النهي عن سب الدهر: 4/ 1762 برقم (2246). [3] شرح رياض الصالحين للشيخ محمد بن عثيمين: 6/ 467، وانظر: فتاوى الشيخ صالح الفوزان، مجلة الدعوة العدد (2009)، 4 شعبان 1426هـ. [4] انظر: مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مجمع الفقه الإسلامي، جدة، العدد 7: 3/ 563.