المطلب الخامس: النار التي تحشر الناس
من الآيات الكبرى والعلامات العظمى لأشراط الساعة والمؤذنة بقيام القيامة خروج نار تحشر الناس إلى محشرهم.
وجاءت الروايات بأن خروج هذه النار يكون من اليمن من قعرة عدن، وجاءت روايات أخرى بأنها تخرج من بحر حضرموت.
عن حذيفة بن أسيد -رضي الله عنه- في ذكر أشراط الساعة وآخره قوله -صلى الله عليه وسلم-: «وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم»، وفي رواية: «نار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس» [1].
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ستخرج نار من حضرموت أو من بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس» [2].
أما النظرية العلمية المعاصرة ففي الدراسات الحديثة عن عدن "وجد أن مدينة عدن يقع معظمها بالبحر المحيط، وهي قد تكونت من بركان عظيم جداً أنفجر من جانب البحر، وأستمر دهراً، ثم بعد خموله وبروده أصبح له فوهة مقعرة ككل البراكين ولكنها كبيرة جداً جداً، وأصبحت فيما بعد هي مدينة عدن التاريخية ... " [3].
ولقد قدر العلماء قوة هذا البركان بمائة قنبلة هيدروجينية.
ويقول المهندس: معروف عقبة في بحثه (عدن البعد التاريخي والحضاري: "يعتبر بركان عدن أحد المراكز البركانية الستة التي تقع في خط بركاني واحد، وتمتد من باب المندب عند [1] سبق تخريجه: 586. [2] سنن الترمذي، كتاب الفتن، باب ما جاء لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من قبل الحجاز: 367 برقم (2217)، وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح، ومسند الإمام أحمد: 8/ 134 برقم (4538) وقال محققه: "إسناده صحيح"، وصححه الألباني. انظر: صحيح سنن الترمذي: 2/ 243. [3] بركان عدن ونيران الحشر لطارق عبده إسماعيل، موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
http: //www.quran-m.com/container.php?fun=artview&id=687.