وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [1].
وهذا القبض للأرض يقع بعد أن يفني الله خلقه.
والأرض التي يحشر العباد عليها في يوم القيامة أرض أخرى غير هذه الأرض، قال تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [2].
عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي، ليس فيها معلم [3] لأحد» [4].
وأخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن الوقت الذي يتم فيه هذا التبديل هو وقت يكون الناس على الصراط، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [5]، فأين يكون الناس يا رسول الله؟ فقال: على الصراط» [6].
وعن ثوبان -رضي الله عنه- أن حبراً من أحبار اليهود سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: «أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هم في الظلمة دون الجسر» [7]. [1] الزمر: 67. [2] إبراهيم: 48. [3] العفراء: بالعين المهملة والمد بيضاء إلى حمرة.
والنقي: بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياء هو الدقيق الحوري، وهو الدرمك، وهو الأرض الجيدة.
المعلم: أي ليس بها علامة سكنى أو بناء ولا أثر.
انظر: شرح النووي على صحيح مسلم: 17/ 134. [4] صحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب في البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة: 4/ 2150 برقم (2790). [5] إبراهيم: 48. [6] صحيح مسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب في البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة: 4/ 2150 برقم (2791). [7] صحيح مسلم، كتاب الحيض، باب بيان صفة مني الرجل والمرأة وأن الولد مخلوق من مائهما: 1/ 252 برقم (315).