responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 392
واستقباله بمشاعر الحفاوة والجد والاستقصاء أمر واجب، أو هو ـ في الحقيقة ـ أعود شيء بالنفع على الناس.

وكلما زاد الارتباط به وثقاً زاد رسوخ القدم على طريق الخير والبر ..
والعجب لأقوام يقدمون على كلام الله وأحكامه كلامًا آخر وأحكامًا أخرى.

{اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [1].

إن مقتضى الإيمان بالله هو إدمان التأمل في كتابه التماسًا للنفع المحقق واقتطافًا للثمار الطيبة في العاجلة والآجلة معًا.
والمؤمن بالقرآن الكريم يستحيل أن يرجح على دلالته، أو أن يشرك مع توجيهه هديًا. ذلك أن القرآن يعلو ولا يعلى عليه، وأنه يحكم على سائر الأدلة الأخرى، ولا يحكم شيء منها عليه.
ويستحيل ـ بداهة ـ أن يكون في مصادر التشريع الأخرى ما يعارضه أو يسير في مجرى يغاير اتجاهه.
ولو وجد شىء من ذلك .. فهو دخيل على دين الله، وطبيعة السُنَّةِ والقياس والاستصلاح، وما شابه ذلك .. طبيعة الفروع مع الأصل، أو الأعضاء من الرأس.
إن الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُبَلِّغُ عن الله ويوضح مراده، ويكمل الأحكام فى الصور الجزئية الكثيرة التى ليس من شأن الدستور العام أن يتعرض لها.

فالقرآن مثلاً عرض للبيع ـ وهو أشيع المعاملات ـ فذكر من أحكامه ما لا يتجاوز أصابع اليد عَدًّا.
أما السُنَّةُ ففيها بضع مئات من الأحاديث التى تفصل وتشعب ...

وَلِلْسُنَّةِ ـ عدا هذا النطاق التشريعى ـ ميدان أوسع، وينبغى أن نطيل التأمل فيه.

[1] [سورة النساء، الآية: 87].
نام کتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست