responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 400
رَبِّهَا} [الأحقاف: 25]، فـ {كُلَّ شَيْءٍ} هو ما عمرت به مساكن القبيلة الظالمة فحسب.

وهذا الحديث، لو أن مسلمًا مات دون أن يعلم به ما نقص إيمانه ذرة.
إن أبابكر وعمر كليهما، لم يعلما بالحديث الصحيح عن رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الذى قال فيه: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ - يَعْنِي وَثَنِيِّي الجَزِيرَةَ - حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلاَمِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ».
فإن الحديث الذي حفظاه ليس فيه: «إِقَامِ الصَّلاَةَ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ».
ولو علم عمر بهذا النص الزائد ما اعترض على أبي بكر في قتاله مانعي الزكاة.
ولو علم به أبوبكر ما استدل على رأيه بالقياس والاستنباط.

ولكن فقه الشيخين في الكتاب العزيز، وحسن استفادتهما مما يعلمان من سُنَّةٍ أغنى وكفى .. ولم يضرهما ما يجهلان من روايات أخرى.
بيد أن الطعن ـ هكذا خبط عشواء ـ فى الأسانيد والمتون كما يصنع البعض ليس القصد منه إهدار حديث بعينه، بل إهدار السنّة كلها، ووضع الأحكام التى جاءت عن طريقها فى محل الريبة والازدراء.
وهذا ـ فوق أنه غمط للحقيقة المجردة ـ يعرض الإسلام كله للضياع.

إن دواوين السُنَّةِ وثائق تاريخية من أحكم ما عرفت الدنيا.
ويمكننا أن نقول: إن الكتب المقدسة لدى بعض الأمم ما تزيد فى قيمتها التاريخية عن أحاديث دَوَّنَهَا علماؤنا وحكموا على طائفة منها بالضعف، وطائفة أخرى بالوضع!!
وَالسُنَّةُ ـ لكثرة ما عرضت له من تفاصيل ـ تضمنت أحكامًا كثيرة، والأحكام قيود توضع على تصرفات الناس، والقيد عندما يجيء في مكانه الذى يناسبه ويلائمه، لا يكون هناك معنى للتبرم به والإنكار عليه

نام کتاب : موقف الشيخ الغزالي من السنة النبوية نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست