نام کتاب : مقدمة ابن الصلاح = معرفة أنواع علوم الحديث - ت فحل نویسنده : ابن الصلاح جلد : 1 صفحه : 189
فَمِنْ أمثلةِ ما وقَعَتِ العِلَّةُ في إسنادِهِ مِنْ غيرِ قَدْحٍ في المتنِ: ما رواهُ الثِّقَةُ يَعْلَى ابنُ عُبَيْدٍ [1]، عَنْ سُفيانَ الثوريِّ، عَنْ عمرِو بنِ دينارٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
((البَيِّعَانِ بالخِيارِ ... الحديثَ)). فهذا إسنادٌ متَّصِلٌ بنقلِ العدلِ عَنِ العدْلِ، وهوَ مُعلَّلٌ غيرُ صحيحٍ، والمتنُ على كلِّ حالٍ صحيحٌ، والعلَّةُ في قولِهِ: ((عَنْ عمرِو بنِ دينارٍ)) إنَّما هوَ عَنْ عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عنِ ابنِ عُمرَ، هكذا رواهُ الأئمَّةُ مِنْ أصحابِ سفيانَ عنهُ [2]، فوَهِمَ يَعلى بنُ عُبيدٍ [3]، وعَدَلَ عَنْ عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ إلى عَمْرِو بنِ دينارٍ، وكلاهُما ثِقَةٌ [4]. [1] رواية يعلى بن عبيد أخرجها الطبراني في الكبير 12/ 343 (13629). [2] وقفنا على ثمانية من أصحاب سفيان الثوري، رووه عنه على الصواب، وهم:
- أبو نعيم الفضل بن دكين، عند أحمد 2/ 135، والبيهقي 5/ 259، وابن عبد البر 14/ 22.
- عبد الرزاق الصنعاني، كما في مصنفه (14265).
- محمد بن يوسف الفريابي، عند البخاري 3/ 84.
- قتيبة بن سعيد، عند النسائي 7/ 250.
- ابن أبي عمر العدني، عند البيهقي 5/ 269.
- أبو حذيفة موسى بن مسعود الفهري، عند الطحاوي في شرح المعاني 4/ 12.
- مؤمل بن إسماعيل، عند الطحاوي في شرح المعاني 4/ 12.
- مخلد بن يزيد الحراني، عند النسائي 7/ 250.
تنبيه: وقع في المطبوع من سنن النسائي 7/ 250 في هذه الرواية الأخيرة: ((عمرو بن دينار))، فكأن مخلداً متابع ليعلى في روايته، والصواب أنه تحريف في الطباعة وأنه: ((عبد الله)). انظر: تحفة الأشراف 5/ 450 (7155)، والمسند الجامع 1/ 440 (7730)، وشرح السيوطي 193 - 194. [3] ((ما ذكره من توهيم يعلى سبقه إليه الدارقطني، وقال في علله الكبير: ((هذا الحديث يرويه الثوري وشعبة، واختلف عنهما فروى ابن أبي عبد الرحمان المقرئ، عن أبيه، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، وكذلك رواه يعلى بن عبيد، عن عمرو بن دينار، وكلاهما وهم، والصحيح: عن الثوري، وعن شعبة، عن عبد الله بن دينار)). نكت الزركشي 2/ 211. [4] بعد هذا وردت في (جـ) زيادة نصها:
((وعند هذا يظهر أن المعلل ليس من قبيل نوع الشاذ المقدم ذكره، فإن الشاذ يحكم بردّه بمجرد الشذوذ من غير توقف على بيان وجه الصواب، والعلة التي هي جهة الخطأ، والمعلل يُبُيِّنَ فيه العلة التي هي جهة الخطأ ويوضح فيه وجه الصواب في الحديث، كما في المثال الذي أوردناه)).
نام کتاب : مقدمة ابن الصلاح = معرفة أنواع علوم الحديث - ت فحل نویسنده : ابن الصلاح جلد : 1 صفحه : 189