نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 103
ثَانِيًا - جَمْعُ الأَحَادِيثِ الوَارِدَةِ فِي المَوْضُوعِ الوَاحِدِ:
ومن اللازم لفهم السنة فهمًا صحيحًا: أن تجمع الأحاديث الصحيحة في الموضوع الواحد , بحيث يرد متشابهها إلى محكمها , ويحمل مطلقها على مقيدها , ويفسر عامها بخاصها. وبذلك يتضح المعنى المراد منها , ولا يضرب بعضها ببعض.
وإذا كان من المقرر أن السنة تفسر القرآن الكريم , وتبينه , بمعنى أنها تُفَصِّلُ مُجْمَلَهُ , وَتُفَسِّرُ مُبْهَمَهُ, وَتُخَصِّصُ عُمُومَهُ , وَتُقَيِّدُ إِطْلاَقَهُ , فأولى ثم أولى أن يراعى ذلك في السُنَّةِ بعضها مع بعض.
خُذْ مَثَلاً الأحاديث التي وردت في إسبال الإزار , وتشديد الوعيد عليه. وهو ما استند إليه كثير من الشباب المتحمس في شدة الإنكار على من لم يقصر ثوبه إلى ما فوق الكعبين. وبالغوا في ذلك حتى أوشكوا أن يجعلوا تقصير الثوب من شعائر الإسلام , أو فرائضه العظام. وإذا نظروا إلى عالم أو داعية مسلم لا يقصر ثوبه كما يفعلون , رموه في أنفسهم ـ وربما علانية ـ بقلة الدين!
ولو رجعوا إلى مجموع الأحاديث المتصلة بهذه القضية , وَرَدُّوا بعضها إلى بعض في ضوء نظرة شاملة لمقاصد الإسلام من المكلفين في شؤون الحياة العادية , لعرفوا المقصود من الأحاديث في هذا المقام , ولخففوا من غلوائهم , ولم يركبوا متن الشطط , ولم يُضَيِّقُوا على الناس في أمر وَسَّعَ اللهُ عليهم فيه.
انظر ما رواه مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ: المَنَّانُ الذِي لاَ يُعْطِي شَيْئًا إِلاَّ مَنَّهُ، وَالمُنَفِّقُ [20] سِلْعَتَهُ [20] المُنَفِّقُ (بتشديد الفاء المكسورة): المُرَوِّجُ، أي الذي يسعى إلى نفاقها ورواجها.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية معالم وضوابط - ط الوفاء نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 103