responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 104
وَأَبُو يُوسُفَ فِي الغَرَائِبِ وَمِنْ قَبْلِهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ كَمَا تَقَدَّمَ عَنْهُ فِي الجِرَابَيْنِ [1] وَأَنَّ المُرَادَ مَا يَقَعُ مِنَ الفِتَنِ وَنَحْوِهِ عَنْ حُذَيْفَةَ.

وَعَنِ الحَسَنِ أَنَّهُ أَنْكَرَ تَحْدِيثَ أَنَسٍ لِلْحَجَّاجِ بِقِصَّةِ العُرَنِيِّينَ [2] لأَنَّهُ اتَّخَذَهَا وَسِيلَةً إِلَى مَا كَانَ يَعْتَمِدُهُ مِنَ المُبَالَغَةِ فِي سَفْكِ الدِّمَاءِ بِتَأْوِيلِهِ الوَاهِي.
وَضَابِطُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ ظَاهِرُ الحَدِيثِ يُقَوِّي البِدْعَةَ وَظَاهِرُهُ فِي الأَصْلِ غَيْرُ مُرَادٍ فَالإِمْسَاكُ عَنْهُ عِنْدَ مَنْ يُخْشَى عَلَيْهِ الأَخْذُ بِظَاهِرِهِ مَطْلُوبٌ» انتهى.

ولما كان النهي للمصلحة لا للتحريم , أخبر به معاذ لعموم الآية بالتبليغ.

قال بعضهم: «النهي في قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " لاَ تُبَشِّرْهُمْ " مخصوص ببعض الناس , وبه احتج البخاري على أن للعالم أن يخص العلم قومًا دون قوم " كراهة أن لا يفهموا , وقد يتخذ أمثال هذه الأحاديث البطلة [3] المباحية [4] ذريعة إلى ترك التكاليف ورفع الأحكام , وذلك يفضي إلى خراب الدنيا بعد خراب العقبى. وأين هؤلاء ممن إذا بشروا زادوا جِدًّا في العبادة؟ وَقَدْ قِيلَ لِلْنَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:أَتَقُومُ اللَّيْلَ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، فَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا "» [5].
ولهذا أستغرب كل الاستغراب من موقف أولئك الدعاة الذين لا يفتأون يذكرون للناس حديث الذباب وغمسه في الطعام!.
أو حديث لطم موسى لملك الموت!

[1] في " مسند أحمد (*) " أن أبا هريرة قال:" حفظت ثلاثة أجربة بثثت منه جرابين " وفي صحيح البخاري من حديث أبو هريرة أنه قال: «حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ: فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا البُلْعُومُ».
[2] العرنيون نفر قدموا على النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأسلموا , فاجتووا المدينة , فأمرهم أن يأتوا إبل الصدقة , فيشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا , فصحوا , فارتدوا وقتلوا رعاتها, واستاقوا الإبل , فبعث في آثارهم فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم , وسمل أعينهم , ثم لم يحسمهم حتى ماتوا. والحديث في " الصحيحين " وغيرهما (راجع " فتح الباري ": ج12, ص98).
[3] يقال أبطل: إذا جاء بالباطل: والبطلة: السحرة والشياطين , وفي " مسند أحمد " من حديث أبي أمامة: «اقْرَءُوا البَقَرَةَ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلاَ يَسْتَطِيعُهَا البَطَلَةُ» وأخرجه مسلم في الصلاة.
[4] كذا في الأصل ولعلها الإباحية. وهو المراد يقينًا.
[5] أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي من حديث المغيرة بن شعبة.
[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ / تَوْفِيقْ بْنُ مُحَمَّدٍ القُرَيْشِي]:
(*) لم أجده في " مسند الإمام أحمد "، وإنما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - في " فتح الباري ": 1/ 191: «وَوَقَعَ فِي المُسْنَد عَنْهُ - أي عن أبي هريرة -: " حَفِظْت ثَلاَثَة أَجْرِبَة، بَثَثْت مِنْهَا جِرَابَيْنِ " ... ».
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست