نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 106
وآخرون توقفوا في قبول الحديث , وربما تعجل بعضهم فَرَدَّهُ , لأنه في ظنه يدعو:
أولاً: إلى اليأس والقنوط.
وثانيًا: إلى السلبية في مواجهة الطغاة من الحكام والمنحرفين.
وثالثًا: يعارض فكرة " التطور " التي قام عليها نظام الكون والحياة.
ورابعًا: ينافي الواقع التاريخي للمسلمين.
وخامسًا: يعارض الأحاديث التي جاءت في ظهور خليفة يملأ الأرض عدلاً (وهو الذي عرف باسم المهدي) وفي نزول عيسى ابن مريم - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - , وإقامته لدولة الإسلام وإعلاء كلمته في الأرض كلها.
ومن الحق علينا أن نقول: إن السابقين من علمائنا قد وقفوا عند هذا الحديث مستشكلين «الإطلاق» فيه. يعنون بالإطلاق ما فهم من الحديث: أن كل زمن شر من الذي قبله , مع أن بعض الأزمنة تكون في الشر دون التي قبلها ولو لم يكن في ذلك إلا زمن عمر بن عبد العزيز , وهو بعد زمن الحجاج ـ الذي عمت الشكوى منه ـ بيسير. وقد اشتهر الخير الذي كان في زمن عمر بن عبد العزيز , بل لو قيل: إن الشر اضمحل في زمانه , لما كان بعيدًا , فضلاً عن أن يكون شَرًّا من الذي قبله.
تَأْوِيلُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ:
أ - فالإمام الحسن البصري حمل الحديث على الأكثر الأغلب , فقد سئل عن عمر بن عبد العزيز بعد الحجاج , فقال: «لاَ بُدَّ لِلْنَّاسِ مِنْ تَنْفِيسٍ!».