حَدِيثُ: «شَاوِرُوهُنَّ وَخَالِفُوهُنَّ»:
وكان حديث «شَاوِرُوهُنَّ وَخَالِفُوهُنَّ» في شأن النساء باطلاً مكذوبًا لأنه مناف لقوله تعالى في شأن الوالدين مع رضيعيهما {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} [البقرة: 233].
أَوْلَى الآرَاءِ بِالصَّوَابِ مَا كَانَ فِي ضَوْءِ القُرْآنِ:
وإذا اختلفت أفهام الفقهاء أو الشراح في الاستنباط من السنن فأولاها وأسعدها بالصواب ما أيده القرآن.
انظر إلى قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141].
إن هذه الآية المكية الكريمة بما أجملته وما فصلته , لَمْ تَدَعْ شَيْئًا تنبته الأرض إلا جعلت فيه حَقًّا , وأمرت بإيتائه , وهذا الحق المأمور به المجمل في هذه الآية هو الذي فصله القرآن والسنة بعد ذلك تحت عنوان (الزكاة).
ومع هذا رأينا من الفقهاء من قصر زكاة ما أخرجه الله من الأرض على أربعة [1] انظر في إبطال أسطورة الغرانيق: البحث العميق الذي كتبه العلامة محمد الصادق عرجون - رَحِمَهُ اللهُ - في كتابه " محمد رسول الله " تحت عنوان (قصة الغرانيق أكذوبة بلهاء متزندقة): ج 2/ 30 - 155. طبعة دار القلم - دمشق.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 114