ومن هنا كان للعادة حكمها وللاصطلاح تأثيره كما قال الحافظ العراقي. والخروج على العادة أحيانًا يجعل صاحبه مظنة الشهرة , وثياب الشهرة مذمومة في الشرع أيضًا. فالخير في الوسط.
على أن من قصد بتقصيره ثوبه اتباع السنة , والبعد عن مظنة الخيلاء , والخروج من خلاف العلماء , والأخذ بالأحوط , فهو مأجور على ذلك , إن شاء الله , وعلى ألا يلزم بذلك كل الناس , ولا يبالغ في النكير على ترك ذلك , ممن اقتنع بقول من ذكرنا من الأئمة والشراح المحققين. ولكل مجتهد نصيب ولكل امريء ما نوى.
إن الاكتفاء بظاهر حديث واحد , دون النظر في سائر الأحاديث وسائر النصوص المتعلقة بموضوعه , كثيرًا ما يوقع في الخطأ , ويبعد عن جادة الصواب , وعن المقصود الذي سيق له الحديث. [1] قال الحافظ: وصله ابن أبي شيبة في " مصنفه ". المصدر السابق.
(2) " الفتح ": ج 10/ 262.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 128