responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 139
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ سَلَّمَ - أَنْ يُعْزَلَ عَنْ الحُرَّةِ إلاَّ بِإِذْنِهَا». رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَلَيْسَ إسْنَادُهُ بِذَلِكَ [1].
أقول: لأن في إسناده ابن لهيعة وفيه مقال معروف , ويشهد له ما أخرجه ابن عبد البر وأحمد والبيهقي عن ابن عباس: «نَهَى عَنْ العَزْلِ عَنْ الحُرَّةِ إلاَّ بِإِذْنِهَا» كما في " نيل الأوطار".

وظاهر من جملة الأحاديث المذكورة أنها تدل على إباحة العزل , وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء , إلا أن الحرة لا يعزل عنها إلا بإذنها ورضاها , لما لها من حق الاستمتاع.
ولكن يعارض هذا الفقرة الثانية من حديث جدامة بنت وهب المذكور وفيها التصريح بأنه من (الوَأْدِ الخَفِيِّ).
فمن العلماء من جمع بين هذا الحديث وما قبله , فحمل هذا على التنزيه وهذه طريقة البيهقي.
ومنهم من ضَعَّفَ حديث جدامة هذا , لمعارضته لما هو أكثر منه طُرُقًا.
قَالَ الْحَافِظُ: «وَهَذَا دَفْعٌ لِلأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ بِالتَّوَهُّمِ، وَالحَدِيثُ صَحِيحٌ لاَ رَيْبَ فِيهِ، وَالجَمْعُ مُمْكِنٌ».
وَمِنْهُمْ مَنْ ادَّعَى أَنَّهُ مَنْسُوخٌ وَرُدَّ [بِعَدَمِ] مَعْرِفَةِ التَّارِيخِ.
وَقَالَ الطَّحَاوِيُّ: يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ حَدِيثُ جُدَامَةَ عَلَى وَفْقِ مَا كَانَ عَلَيْهِ الأَمْرُ أَوَّلاً مِنْ مُوَافَقَةِ أَهْلِ الكِتَابِ فِيمَا لَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَعْلَمَهُ اللَّهُ بِالحُكْمِ، فَكَذَّبَ اليَهُودَ فِيمَا كَانُوا يَقُولُونَهُ وَتَعَقَّبَهُ ابْنُ رُشْدٍ وَابْنُ العَرَبِيِّ بِأَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لاَ يُحَرِّمُ شَيْئًا تَبَعًا لِلْيَهُودِ ثُمَّ يُصَرِّحُ بِتَكْذِيبِهِمْ فِيهِ.
وَمِنْهُمْ مَنْ رَجَّحَ حَدِيثَ جُدَامَةَ بِثُبُوتِهِ فِي الصَّحِيحِ وَضَعَّفَ مُقَابِلَهُ بِالاِخْتِلاَفِ فِي إسْنَادِهِ وَالاِضْطِرَابِ. قَالَ الحَافِظُ: وَرُدَّ بِأَنَّهُ إنَّمَا يَقْدَحُ فِي حَدِيثٍ، لاَ فِيمَا يُقَوِّي بَعْضُهُ بَعْضًا فَإِنَّهُ يُعْمَلُ بِهِ، وَهُوَ هُنَا كَذَلِكَ وَالجَمْعُ مُمْكِنٌ.

(1) " المنتقى " ج2 ص 561 ـ 564 ط. دار المعرفة , بيروت.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست