نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 161
ومع هذا لم يفهم أحد أن المرابطة في وجه الأعداء لا تكون إلا بالخيل التي نص القرآن عليها. بل فهم كل من له عقل يعرف اللغة والشرع: أن خيل العصر هي الدبابات والمدرعات ونحوها من أسلحة العصر.
وما ورد في فضل احتباس الخيل , وعظيم الأجر فيه , مثل حديث «الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ: الأَجْرُ وَالمَغْنَمُ» [1]. ينبغي أن يطبق على كل وسيلة تستحدث , وتقوم مقام الخيل , أو تتفوق عليها بأضعاف مضاعفة.
ومثل ذلك ما جاء في فضل «مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا» [2] .. فهو ينطبق على الرمي بالسهم أو البندقية أو المدفع أو الصاروخ أو أي وسيلة أخرى يخبئها ضمير الغيب.
وأعتقد أن تعيين السواك لتطهير الأسنان من هذا الباب , فالهدف هو طهارة الفم , حتى يرضى الرب , كما في الحديث «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ» [3].
ولكن هل السواك مقصود لذاته , أم كان هو الوسيلة الملائمة الميسورة في جزيرة العرب؟ فوصف لهم النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما يؤدي الغرض ولا يعسر عليهم.
ولا بأس أن تتغير هذه الوسيلة في مجتمعات أخرى , ولا يتيسر لها هذا العود , إلى وسيلة يمكن تصنيعها بوفرة تكفي مئات الملايين من الناس , مثل (الفرشاة).
وقد نص بعض الفقهاء على نحو ذلك.
قال في " هداية الراغب " في الفقه الحنبلي: «ويكون العود من أراك وعرجون وزيتون , وغيرها , لا يجرح ولا يضر ولا يتفتت. ويكره بما يجرح أو يضر أو [1] رواه أحمد والشيخان والترمذي والنسائي عن عروة البارقي، وأحمد ومسلم والنسائي عن جرير. " صحيح الجامع الصغير ": (3353). [2] انظر الحديث الذي رواه أحمد والنسائي وابن ماجه والطبراني والحاكم عن عمرو بن عبسة، والحديث الآخر الذي رواه الترمذي والنسائي والحاكم عن أبي نجيح في " صحيح الجامع الصغير ": (6267 و 6268). [3] رواه أحمد عن أبي بكر والشافعي وأحمد والنسائي والدارمي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي عن عائشة، وابن ماجه عن أبي أمامة، والبخاري في " التاريخ "، والطبراني في " الأوسط " عن ابن عباس (" صحيح الجامع الصغير ": (3695))
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 161