responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 165
أما هدف الحديث , فلا يخفى على ذي بصيرة , وهو ما ذكرنا من توحيد المقاييس بالرجوع إلى أدق ما يعرفه البشر في ذلك.

ولهذا لا يجد المسلم اليوم حَرَجًا فِي اسْتِعْمَالِ المَقَايِيسِ العَشْرِيَّةِ مِنَ الكِيلُوجْرَامْ وَأَجْزَائِهِ وَمُضَاعَفَاتِهِ , لما يتميز به من دقة وسهولة في الحساب , ولا يعتبر ذلك مخالفة للحديث بحال من الأحوال. لهذا استخدمه المسلمون المعاصرون في أقطار كثيرة , دون نكير من أحد.

وَمِثْلُ ذَلِكَ اسْتِعْمَالُ المَقَايِيسِ المِتْرِيَّةِ وَنَحْوِهَا فِي الأَطْوَالِ , ما دام الهدف هو الوصول إلى الدقة والوحدة , وَالحِكْمَةُ ضَالَّةُ المُؤْمِنِ أَنَّى وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ النَّاسِ بِهَا.

رُؤْيَةُ الهِلاَلِ لإِثْبَاتِ الشَّهْرِ:
ومما يمكن أن يدخل في هذا الباب: ما جاء في الحديث الصحيح المشهور: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ (أي الهلال) وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ , فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ» وفي لفظ آخر: «فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ».

فهنا يمكن للفقيه أن يقول: إن الحديث الشريف أشار إلى هدف , وَعَيَّنَ وَسِيلَةً.
أما الهدف من الحديث فَهُوَ وَاضِحٌ بَيِّنٌ , وهو أن يصوموا رمضان كله , ولا يضعوا يومًا منه , أو يصوموا يومًا من شهر غيره , كشعبان أو شوال , وذلك بإثبات دخول الشهر أو الخروج منه , بوسيلة ممكنة مقدورة لجمهور الناس , لا تكلفهم عَنَتًا وَلاَ حَرَجًا فِي دِينِهِمْ.

وكانت الرؤية بالأبصار هي الوسيلة السهلة والمقدورة لعامة الناس في ذلك العصر , فلهذا جاء الحديث بتعيينها , لأنه لو كلفهم بوسيلة أخرى كالحساب الفلكي ـ والأمة في ذلك الحين أمية لا تكتب ولا تحسب ـ لأرهقهم من أمرهم عُسْرًا , واللهُ يريد بأمته اليسر ولا يريد بهم العسر , وقد قال - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ -عن نفسه: «إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا» [1].

[1] رواه مسلم وغيره.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست