responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 172
(الأول): أنه لا يعقل أن يأمر الرسول بالاعتداد بالحساب , في وقت كانت فيه الأمة أمية , لا تكتب ولا تحسب , فشرع لها الوسيلة المناسبة لها زمانًا ومكانًا , وهي الرؤية , المقدورة لجمهور الناس في عصره , ولكن إذا وجدت وسيلة أدق وأضبط وأبعد عن الغلط والوهم , فليس في السنة ما يمنع اعتبارها.

(الثاني): أن السنة أشارت بالفعل إلى اعتبار الحساب في حالة الغيم , وهو ما رواه البخاري في كتاب الصوم من " جامعه الصحيح " بسلسلته الذهبية المعروفة عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذكر رمضان , فقال: «لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الهِلاَلَ، وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ» [1].

وهذا (القَدْرُ) له أو (التَّقْدِيرُ) المأمور به , يمكن أن يدخل فيه اعتبار الحساب لمن يحسنه , ويصل به إلى أمر تطمئن النفس إلى صحته , وهو ما أصبح في عصرنا في مرتبة القطعيات , كما هو مقرر معلوم لدى كل من عنده أدنى معرفة بعلوم العصر وإلى أي مدى ارتقى فيها الإنسان الذي علمه ربه ما لم يكن يعلم.

وقد كنت ناديت منذ سنوات بأن نأخذ بالحساب الفلكي القطعي ـ على الأقل ـ في النفي لا في الإثبات , تقليلاً للاختلاف الشاسع الذي يحدث كل سنة في بدء الصيام وفي عيد الفطر , إلى حد يصل إلى ثلاثة أيام بين بعض البلاد الإسلامية وبعض. ومعنى الأخذ بالحساب في النفي أن نظل على إثبات الهلال بالرؤية , وفقًا لرأي الأكثرين من أهل الفقه في عصرنا , ولكن إذا نفى الحساب إمكان الرؤية , وقال: إنها غير ممكنة , لأن الهلال لم يولد أصلاً في أي مكان من العالم الإسلامي ـ كان الواجب ألا تقبل شهادة الشهود بحال ـ لأن الواقع الذي أثبته العلم الرياضي القطعي ـ يكذبهم. بل في هذه الحالة لا يطلب ترائي الهلال من الناس أصلاً , ولا تفتح المحاكم الشرعية وَلاَ دُورُ الفَتْوَى أو الشؤون الدينية أبوابها لمن يريد أن يدلي بشهادة عن رؤية الهلال.

[1] قدر يقدر - بالضم والكسر - بمعنى قدر، ومنه قوله تعالى: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} [المرسلات: 23].
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست