نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 185
كما أن بعض أعداء الإسلام كثيرًا ما يتخذون من هذه المعاني الأصلية تكأة للسخرية من المفاهيم الإسلامية , ومنافاتها للعلم الحديث , والفكر المعاصر.
ومنذ سنوات كتب أحد دعاة النصرانية يهاجم الفكر الإسلامي بأنه يؤمن بالخرافات في عصر العلم والتنوير , مستندًا إلى بعض الأحاديث مثل ما روى البخاري وغيره: «الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ» [1] ويقول: الحمى ليست من فيح جهنم , بل من فيح الأرض , وما فيها من أقذار , تساعد على تولد الجراثيم.
والكاتب الغبي أو المتغابي , يجهل أو يتجاهل المعنى المجازي المراد من الحديث والذي يفهمه كل من يتذوق العربية , ونحن نقول في اليوم الشديد الحر: أن طاقة فتحت من جهنم , والقائل والسامع يفهم كلاهما المقصود من هذا الكلام.
مَعْنَى الحَجَرِ الأَسْوَدِ مِنَ الجَنَّةِ:
وكتب أحد المحسوبين على الإسلام ساخرًا من حديث «الحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الجَنَّةِ» [2].
وحديث «العَجْوَةُ مِنَ الجَنَّةِ» [3].
وغفل هؤلاء عن المعنى المقصود من هذه العبارات وأمثالها , كالحديث المتفق عليه «وَاعْلَمُوا أَنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ» [4] , فما يفهم أحد ـ ولا يتصور أن يفهم أن الجنة التي أعدها الله للمتقين , وجعل عرضها كعرض السماء والأرض , تكون حقيقة تحت ظل السيف , وإنما يفهم أن الجهاد في سبيل الله ـ ورمزه السيف ـ أقرب طريق إلى الجنة , ولا سيما إذا كتب الله له فيه الشهادة.
ومثل ذلك قوله لمن أراد أن يبايعه على الجهاد , وقد ترك أمه وراءه في حاجة إلى من يرعاها: «الْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ عِنْدَ [رِجْلِهَا]» [5]. [1] متفق عليه من حديث ابن عمر وعائشة، ورافع بن خديج، وأسماء بنت أبي بكر، ورواه البخاري عن ابن عباس أيضًا. انظر " صحيح الجامع الصغير ": (3191)، وانظر " اللؤلؤ والمرجان ": (1424، 1426). [2] رواه أحمد عن أنس، والنسائي عن ابن عباس، كما في " صحيح الجامع الصغير " (3174). [3] رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة، وأحمد والنسائي وابن ماجه عن أبي سعيد وجابر، كما في " صحيح الجامع الصغير ": (4126). [4] متفق عليه من حديث عبد الله بن أبي أوفى. " اللؤلؤ والمرجان ": (1137). [5] رواه أحمد والنسائي عن جاهمة كما في " صحيح الجامع الصغير ": (1249).
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 185