نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 198
يتصف بمعانيها , لشيوع إطلاق الأسامي عليهم» [1] وشرح ذلك - رَحِمَهُ اللهُ - في جملة صفحات.
وإذا كانت هذه الألفاظ الخمسة ما لحظ الغزالي تبدله في مجال العلم , فإن هناك ألفاظ كثيرة بدلت في مجالات شتى يصعب حصرها.
ثم لا يزال هذا التبدل يتسع , مع تغير الزمان , وتبدل المكان , وتطور الإنسان , إلى أن تصبح الشقة بعيدة بين المدلول الشرعي الأصلي للفظ , والمدلول العرفي أو الاصطلاحي الحادث المتأخر , وهنا ينشأ الغلط وسوء الفهم غير المقصود , كما ينشأ الانحراف والتحريف المتعمد.
وهو ما حذر منه الجهابذة والمحققون من علماء الأمة: أن تنزل الألفاظ الشرعية على المصطلحات المستحدثة على مر العصور.
كَلِمَتَا (التَّصْوِيرُ) وَ (النَّحْتُ):
ومن لم يراع هذا الضابط يقع في أخطاء كثيرة، كما نرى في عصرنا.
خذ مثلا كلمة (تصوير) التي جاءت في صحاح الأحاديث المتفق عليها , ما المراد بها في الأحاديث التي توعدت المصورين بأشد العذاب؟
إن كثيرًا من المشتغلين بالحديث والفقه يدخلون تحت هذا الوعيد أولئك الذين نسميهم في عصرنا (المصورين) من كل من يستخدم تلك الآلة التي تسمى (الكاميرا) ويلتقط هذا (الشكل) الذي يسمى (صورة).
فهل هذه التسمية , تسمية صاحب الكاميرا (مُصَوِّرًا) , وتسمية عمله (تَصْوِيرًا) تسمية لغوية؟
لا يزعم أحد أن العرب حين وضعوا الكلمة خطر ببالهم هذا الأمر , فهي إذن ليست تسمية لغوية.
(1) " إحياء علوم الدين ": ج 1/ 31، 32، ط. دار المعرفة، بيروت.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 198