نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 40
- رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ وَمَنْ تَبِعَهُمْ - عن الله ورسوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فمهجور لا يلتفت إليه , ولا يرفع هؤلاء به رأسًا .... حتى إنك لتمر على الكتاب من أوله إلى آخره , فلا تجد صاحبه فهم عن الله ورسوله مراده كما ينبغي في موضع واحد , وهذا إنما يعرفه من عرف ما عند الناس وعرضه على ما جاء به الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأما من عكس الأمر , فعرض ما جاء به الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على ما اعتقده وانتحله , وقلد فيه من أحسن به الظن فليس يجدي الكلام معه شيئًا , فدعه , وما اختاره لنفسه وَوَلِّهِ ما تولى , واحمد الذي عفاك مما ابتلاه به» انتهى.
إن (سُوءَ التَّأْوِيلِ) للنصوص - سواء أكانت نصوص القرآن أم السنة - آفة قديمة، ابتلي بها المسلمون، كما ابتليت بهم الأمم من قبلهم، أدت بهم إلى الانحراف عن دين الله الحق، وتحريف كلماته المضيئة، والخروج عن مقاصده، التي أراد بها إخراج الناس من الظلمات إلى النور.
ابتلي المسلمون بتأويلات الفرق المختلفة، التي حاول كل منها أن يوجه النص لصالح فرقته، دون مراعاة للأصول الضابطة، والقواعد الحاكمة، من الشرع، ومن اللغة، ومن العقل. ومنهم من أسرف إسرافًا غير معقول خرج به عن كل الحدود، مثل جماعة الباطنية، الذين أفقدوا ألفاظ اللغة دلالاتها، وساروا بها في طريق غير منضبط بمعقول أو بمنقول.
وهناك تأويلات مختلفة للمدارس العقلية من فلاسفة ومتكلمين، ولا سيما متكلمي المعتزلة.
وهناك من الفقهاء من تكلفوا تأويل النصوص - وخصوصًا من السنة - تأييدًا لمذاهبهم التي انتسبوا إليها، فاتخذوا مذاهبهم أصلاً، والنصوص فرعًا لها. وهذا مبدأ خطير. فالواجب أن ترد المذاهب إلى النصوص. والأصل أن غير المعصوم يرد إلى المعصوم: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ} [النساء: 59].
إن التأويل لا يستغنى عنه، ولكن له مجاله وشروطه وضوابطه، وفصلناها في بعض كتبنا [1]. [1] انظر: فصل سوء التأويل في كتابنا " المرجعية العليا في الإسلام ": ص 296 - 330.
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 40