نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 70
بل قد يستدلون أحيانًا بأحاديث لاَ خَطَمَ لَهَا وَلاَ أَزِمَّةَ , مما يذكر في الكتب ولا يعرف له أصل ولا سند! حتى شاع عند بعض علماء الحديث قولهم: «هَذَا مِنْ حَدِيثِ الفُقَهَاءِ!» يعنون: أنه ليس له أصل معروف.
والغالب على المشتغلين بالحديث أنهم لا يجيدون معرفة الفقه وأصوله , والقدرة على استنباط أحكامه واستخراج كنوزه ودقائقه , والاطلاع على أقوال أئمته , وتعدد منازعهم ومشاربهم وأسباب اختلافهم , وتنوع اجتهادهم.
مع أن كل فريق في حاجة ماسة إلى علم الآخر , ليكمل به ما عنده , فلا بد للفقيه من الحديث , فإن جل أحكام الفقه ثابتة بالسنة , ولا بد للمحدث من الفقه , حتى يعي ما يحمله , ولا يكون مجرد ناقل , أو يفهمه على غير وجهه.
وهذا أمر لاحظه علماؤنا السابقون , ونددوا بمن أهمله , حَتَّى رُوِيَ عن بعض الأعلام مثل سفيان بن عيينة , أنهم قالوا: «لَوْ كَانَ الأَمْرُ بِيَدِنَا لَضَرَبْنَا بِالجَرِيدِ كُلَّ مُحَدِّثٍ لاَ يَشْتَغِلُ بِالفِقْهِ , وَكُلَّ فَقِيهٍ لاَ يَشْتَغِلُ بِالحَدِيثِ!».
ومن الغريب أن كتب الفقه فيها كثير من الأحاديث الضعيفة , مع أن من المتفق عليه أن الحديث الضعيف لا يعمل به في الأحكام , على حين قبله الأكثرون في الفضائل والترغيب والترهيب.
بل يوجد في كتب الفقه الضعيف الشديد الضعف , والموضوع , وما لا أصل له بالمرة.
وهذا ما حفز بعض كبار المحدثين لتأليف كتب في تخريج الأحاديث التي يستشهد بها الفقهاء.
كما فعل ابن الجوزي في كتاب " التحقيق في تخريج التعاليق " وقد هذبه ابن عبد الهادي في كتابه " تنقيح التحقيق ".
كما ألف بعض الحفاظ كُتُبًا في تخريج أحاديث كُتُبٍ فِقْهِيَّةٍ لها شهرة وانتشار، مثل كتاب " نصب الراية لأحاديث الهداية " للحافظ جمال الدين الزيلعي (ت 762 هـ) وقد طبع مِرَارًا في أربعة مجلدات , كما اختصره الحافظ ابن حجر في
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 70