نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 84
فلا ريب أن كتب وأبواب الإيمان والتوحيد , والعبادات والعلم والأدب والزهد والرقاق , والذكر والدعاء , والقرآن والبر والصلة , وأحوال الآخرة والجنة والنار , والسيرة والمغازي , والقصص والتاريخ , ونحوها , تجذب انتباه الداعية أكثر من الأحاديث التي تتعلق بالأحكام تعلقًا مباشرًا. وإن كان الداعية المتمكن الواسع الأفق , يستفيد من جميع أبواب الحديث.
التَّحَرِّي عِنْدَ الاِسْتِشْهَادِ بِالحَدِيثِ:
والشيء المهم للداعية هنا أن يتحرى عند إيراد الحديث مستشهدًا به على معنى من المعاني , أو قيمة من القيم , أو موقف من المواقف , وهذا في الواقع واجب أهل العلم جميعًا: أن يعتمدوا على المصادر الموثقة , وأن يحرروا ثقافتهم من الأحاديث الواهية والمنكرة والموضوعة والتي لا أصل لها , التي تنتفخ بها بطون كثير من الكتب في ثقافتنا الدينية , فتختلط بغيرها من الصحاح والحسان , دون تمييز بين الصنفين: المقبول والمردود , وبعض الناس تغره شهرة الحديث بين الناس , وشيوعه في الكتب أو على الألسنة , فيحسب هذا كافيًا في توثيقه , وإعطائه جواز المرور والقبول.
ومما هو معروف لدى المحققين أن الحديث قد يشتهر على الألسنة , بل قد يشتهر في كتب أهل العلم , ويتناقله بعضهم عن بعض , وهو ضعيف جدًا. بل ربما لم يكن له أصل , او كان حديثًا موضوعًا.
وهذا ما جعل عَدَدًا من علماء الحديث يؤلفون في بيان قيمة الأحاديث المشتهرة على الألسنة , من ذلك كتاب الزركشي (ت 794 هـ) المسمى " التذكرة بالأحاديث المشتهرة " وكتاب ابن الديبع " تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث " وكتاب الحافظ ابن حجر (ت 852 هـ) " اللالئ المنثورة في الأحاديث المشهورة " , وككتاب السيوطي (ت 911 هـ) " الدرر المنتشرة في الأحاديث المشتهرة " , وكتاب السخاوي (ت 902 هـ) " المقاصد الحسنة فيما اشتهر من الحديث على الألسنة " والذي اختصره الزرقاني (ت [1122] هـ).
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 84