نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 97
- وعمرها اثنتا عشرة سنة - تقوم من الليل مفزعة، لما تراه من أحلام مخيفة، نتيجة استماعها إلى شريط لأحد الوعاظ عن عذاب القبر، فيه كثير من هذا النوع من الأحاديث.
والواجب أن نبقي الأعمال على مراتبها الشرعية , دون أن تقع في شرك المبالغات التي تشدنا إلى أحد طرفي الإفراط والتفريط , كما قال علي بن أبي طالب - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: «عَلَيْكُمْ بِالنَّمَطِ الوَسَطِ , الذِي يَرْجِعُ إِلَيْهِ الغَالِي (أَيْ المُبَالِغُ) وَيَلْحَقَ بِهِ التَّالِي».
رِوَايَةُ الحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الأَعْمَالِ لاَ تَعْنِي إِثْبَاتَ حُكْمٍ بِهِ:
• الحقيقة السادسة:
أن العلماء الذين أجازوا رواية الضعيف بشروطه , وبعبارة الأقدمين منهم: تساهلوا في أسانيد رواته , إنما قصدوا بذلك الحث على عمل صالح ثبت صلاحه بالأدلة الشرعية المعتبرة , أو الزجر عن عمل سيء ثبت سوءه بالأدلة الشرعية , ولم يقصدوا أن يثبتوا بالحديث الضعيف صلاح العمل أو سوءه , ولكن كثيرًا من عامة الناس ـ بل من المحدثين أنفسهم ـ لم يفرقوا بين جواز رواية الضعيف بشروطه وإثبات العمل به.
ولهذا رأينا أكثر بلاد المسلمين يحتفلون بليلة النصف من شعبان , ويخصون ليلتها بالقيام , ونهارها بالصيام , بناء على الحديث المروي فيها , عن علي - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - مرفوعًا: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا [نَهَارَهَا]، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلاَ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ ... الحديث» رواه ابن ماجه , وأشار المنذري إلى ضعفه , وكذا ضَعَّفَهُ البوصيري في " زوائد ابن ماجه " [1].
ورأينا أكثر بلاد المسلمين كذلك يحتفلون بيوم عاشوراء , يذبحون الذبائح , ويعتبرونه عِيدًا أو موسمًا, يوسعون فيه على الأهل والعيال , اعتمادًا على حديث ضعيف , بل موضوع في رأي ابن تيمية وغيره , وهو الحديث المشهور [1] الحديث في " ابن ماجه " برقم 1388، وفي سنده أبو بكر بن عبد الله بن محمد بْنُ أَبِي سَبْرَةَ: اتهمه أحمد وابن حبان والحاكم وابن عدي بأنه يضع الحديث، كما في " تهذيب التهذيب ".
نام کتاب : كيف نتعامل مع السنة النبوية - ط الشروق نویسنده : القرضاوي، يوسف جلد : 1 صفحه : 97