نام کتاب : علم التخريج ودوره في خدمة السنة النبوية نویسنده : البلوشي، عبد الغفور جلد : 1 صفحه : 39
وكما قام «بتخريج الفوائد المنتقاة» لأبي بكر محمد بن عبيد الله الكاتب الكوفي وله غير ذلك من الفوائد المنتخبة [1] .
بل قد سُبق إلى ذلك بصنيع الأئمة المذكورين في أوّل هذا المبحث وغيرهم.
لاشك أنّ الانتقاء والانتخاب إنما يتم للأسانيد العالية والأحاديث الصحيحة كما ذكر الخطيب فقال: ((ينبغي للمنتخب أن يقصد تخيُّر الأسانيد العالية، والطرق الواضحة، والأحاديث الصحيحة، والروايات المستقيمة، ولا يُذْهب وقته في التُرُّهات من تتبع الأباطيل والموضوعات وتطلُّب الغرائب المنكرات)) [2] .
وممّا يجدر الإشارة إليه هنا أن العلماء قد اهتموا بالتخريج وجمع الطرق، إبان ظهور الكتب الصحيحة، فتزامن هذا الاهتمام مع فترة الانتخاب والانتقاء كما تقدم، فقام أئمة من الحفاظ المحدثين بتصنيف «المستخرجات» فمن أوائل ما وقفنا عليه أنّه استخرج هو الحافظ محمد بن محمد بن رجاء أبو بكر الإسفرائيني
(ت286هـ) حيث استخرج على صحيح مسلم في كتابه المسمى «الصحيح المخرج على صحيح مسلم» [3] . [1] انظر الجامع لأخلاق الراوي (2/158) ومقدمة د. موفق بن عبد الله للمؤتلف والمختلف للدارقطني
(1/53) والمدخل إلى التخريج للدكتور. عبد الصمد/ 18. [2] الجامع لأخلاق الراوي (2/159) . [3] ذكره ابن عبد الهادي في طبقات علماء الحديث (2/404) والذهبي في سير النبلاء (13/492) وتذكرة الحفاظ (2/686) .
نام کتاب : علم التخريج ودوره في خدمة السنة النبوية نویسنده : البلوشي، عبد الغفور جلد : 1 صفحه : 39