نام کتاب : تحرير علوم الحديث نویسنده : الجديع، عبد الله جلد : 1 صفحه : 274
الحديث؟ فقال: " إذا عقل وضبط "، قلت: فإنه بلغني عن رجل (سميته) أنه قال: لا يجوز سماعه حتى يكون له خمس عشرة سنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رد البراء وابن عمر، استصغرهم يوم بدر؟ فأنكر قوله هذا، وقال: " بئس القول! يجوز سماعه إذا عقل، فكيف يصنع بسفيان بن عيينة ووكيع؟! " وذكر أيضاً قوماً [1].
قلت: ينكر أحمد في هذا مذهب صاحبه يحيى بن معين، فإنه قال: " حد الغلام في كتاب الحديث أربع عشرة سنة، أو خمس عشرة " [2].
وقال أحمد في استدلال يحيى: " إنما ذلك في القتال " [3].
أي هو استدلال غير صالح لهذه المسألة، فليست الرواية كالقتال، القتال يحتاج إلى قوة البدن , والرواية لا تحتاج إلا إلى قوة العقل، فإذا تبين من الصبي أنه يضبط، فقد تحقق المقصود.
ويصحح هذا من مذهب أحمد ما رواه عنه حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو عبد الله: " كان يحيى بن آدم أصغر من سمع من سفيان عندنا، وقال يحيى: قبيصة [4] أصغر مني بسنتين "، قلت له: فما قصة قبيصة في سفيان؟ فقال أبو عبد الله: " كان كثير الغلط "، قلت له: فغير هذا؟ قال: " كان صغيراً لا يضبط "، قلت له: فغير سفيان؟ قال: " كان قبيصة رجلاً صالحاً ثقة، لا بأس به في تدينه، وأي شيء لم يكن عنده في الحديث؟! " يذكر أنه كان كثير الحديث [5]. [1] أخرجه الخطيب في " الكفاية " (ص: 113) بإسناد صحيح. ونحوه كذلك عنده (ص: 114) من وجه آخر. [2] أخرجه الخطيب في " الكفاية " (ص: 113) بإسناد صحيح. [3] أخرجه الخطيب (ص: 114) بإسناد صحيح. [4] هو ابن عقبة من صغار من روى عن سفيان الثوري. [5] أخرجه الخطيب في " تاريخه " (12/ 474) وإسناده صحيح.
نام کتاب : تحرير علوم الحديث نویسنده : الجديع، عبد الله جلد : 1 صفحه : 274