ويجب أنْ ننبِّه هنا إلى ما يلي:
[أ] أنه قد يخالفنا مخالف في هذا التوزيع، ومرجع ذلك أنَّ هذه المؤلفات القديمة، قد يتنازعها أكثر من فنِّ من فنون المعرفة، وتصلح للانتساب لكل منها، بما حوته من موضوعات، ومن حيث الزاوية التي ينظر منها الناظر إليها، ومن حيث الاعتبار الذي يعتبرها به، فالكتاب في حياة أحد أئمة التصوف (مثلاً) قد يصنَّف في التراجم وقد يصنَّف في التصوُّف، بالنظر إلى ما حواه من مذهب الرجل وفكره.
وما برح مفهرسو الكتب يختلفون (أحياناً) في الفن الذي يضعون تحته هذا الكتاب في فن من الفنون ويشار إليه ويحال عليه في الفن الآخر الذي يمكن أن يحتويه أيضاً.
[ب] أنَّ هذا التوزيع - على قوة دلالته، ليس كافياً لتوضيح اتجاهات النشر عند القوم، فلا بُدَّ أنْ نرى أيَّ كتب في الفقه ينشرون، وأيَّ كتب في التاريخ، وأيَّ كتب في الفلسفة، وهكذا، فليس كل فقه ولا كل تراجم، ولا كل تاريخ، يكون كافياً باسمه وعنوانه، و (صنفه).
ولعلَّ هذه النتائج ليست في حاجة إلى نظر أو تأمُّل، فهي تنطق
نام کتاب : المستشرقون والتراث نویسنده : عبد العظيم الديب جلد : 1 صفحه : 16