أليست هذه الأفعال قد صدرت منه - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بصفته البشرية؟ أليس الإقبال على طعام والامتناع عنه ما دام مُبَاحًا أَمْرًا من أمور الدنيا المحض؟ وَمِمَّا سبيله سبيل الحاجة البشرية؟
أليس العبوس عَارِضًا من العوارض الجِبِلِّيَّةِ والانفعالات البشرية؟ أليست خطرات النفس وما يدور بداخلها من الخواطر البشرية؟.
لكنها كلها خضعت لرقابة الوحي، وتوجيه الوحي، وهي مثال ودليل على أن كل أفعاله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مراقبة من فوق سبع سموات، خاضعة للوحي بالإقرار أو التعديل.
ثم إن المخالفين يتفقون معنا في أن رؤياه - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحْيٌ، وإلهامه - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحْيٌ واجتهاده - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَنْزِلَةِ الوَحْيِ، أي بعد أن يقر، وينزل جبريل - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -، وتمر فترة تسمح بالتعديل، وهو بمنزل الوحي قَطْعًا ما لم يعدل حتى لحق - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالرفيق الأعلى.
إن الشافعي يُصَرِّحُ بأن كل فعل من أفعال المكلفين له حكم عند الله، وهذه عقيدة إسلامية، لأن أي فعل للمكلف إما أن يكون مَرْضِيًّا عنه من الله تعالى، وإما أن يكون غير [71] [سورة ق، الآية: 18]. [72] [سورة التحريم، الآيتان: 1، 2]. [73] [سورة عبس، الآيات: 1 - 11]. [74] [سورة الأحزاب، الآية: 37].
نام کتاب : السنة كلها تشريع نویسنده : موسى شاهين لاشين جلد : 1 صفحه : 73