6ـ وممّا أخبر بوقوعه من الغيبيّات خروج متنبّئين كذّابين
روى الإمام البخاريّ في جامعه الصحيح بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجّالون كذّابون قريبا من ثلاثين، كلّهم يزعم أنّه رسول الله" [1] . وفي حديث ثوبان بن بجدد الهاشميّ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم [ت54هـ] مرفوعا يرويه أبو داود في سننه: "وإنّه سيكون في أمّتي كذّابون ثلاثون كلّهم يزعم أنّه نبيّ، وأنا خاتم النبيّين، لا نبيّ بعدي. ." [2] . وروى أحمد في مسنده، عن أبي هريرة: "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذّابا دجّالا كلّهم يكذب على الله عزّ وجلّ ورسوله صلى الله عليه وسلم" [3] .
يقول ابن حجر عن ثبوت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم وصدق ما أخبر به: "وقد ظهر مصداق ذلك في آخر زمن النبيّ صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذّاب باليمامة، والأسود العنسيّ باليمن، ثمّ خرج في خلافة أبي بكر طليحة بن خويلد في بني أسد بن خزيمة، وسجاح التميميّة في بني تميم، وفيها يقول شبيب بن ربعيّ، وكان مؤدّبها:
أضحت نبيّتنا أنثى نطيف بها ... وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا
وقتل الأسود قبل أن يتوفّى النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقتل مسيلمة في خلافة أبي بكر، [1] كتاب المناقب - باب علامات النبوّة - فتح الباري 6/712 - 713 حديث 3609. [2] الفتن والملاحم - باب ذكر الفتن ودلائلها 4/450 - 451 حديث 4252 - ابن ماجه - الفتن - باب ما يكون في الفتن 2/1303 حديث 3952. [3] 2/450.