نام کتاب : مطالع الأنوار على صحاح الآثار نویسنده : ابن قُرْقُول جلد : 1 صفحه : 74
الجياني ومولد ابن قرقول حوالي خمس عشرة سنة، فمن المحال أن يكون شيخه أو يروي عنه، في المقابل نجد أن الغساني هذا هو من مشائخ القاضي عياض، روى عنه القاضي، بل أكثر من الرواية عنه وكتب له الجياني وأجاز له كما في الباب الأول من هذِه المقدمة في المبحث الثالث، وهو مبحث الروايات التي أعتمد عليها القاضي عياض في كتاب "المشارق".
وسؤالي: من أين أتى المصنف ابن قرقول بهذا الإسناد؟ لا سيما أني لم أجد هذا الأثر وهذا الإسناد في "مشارق الأنوار" الكتاب الأصل، بل ولم أجده في مصنفات القاضي الأخرى المطبوعة كـ "إكمال المعلم"، أو"الشفا بتعريف حقوق المصطفى".
وكيف يروق له أن يروي أثرًا بإسنادِ غيره موهمًا القارئ أنه إسناده وأن الغساني الجياني شيخه؟!
أما الإسناد فلا شك إنه إسناد القاضي، فلعل ابن قرقول خلص إليه أو وقع عليه في مصنف آخر للقاضي لم نعرفه، أو كان هذا الأثر في نسخة ابن قرقول من "المشارق" ولم تصل إلينا هذِه النسخة، أو يكون سمعه منه في إحدى المجالس أو الإملاءات إمالك تاب "المشارق" إن كان القاضي أملاه عدة مرات ولم تصل إلينا هذِه الإملاءة التي فيها هذا الإسناد، وإما لكتاب آخر فأدخله ابن قرقول في هذا الكتاب، والله أعلم.
وعلى كل حال فإيراد هذا الأثر بهذا الإسناد بهذِه الصورة أُراه غير لائق أو جائز؛ لما فيه من الإيهام والتدليس، هذا مع إحساننا الظن بالرجل.
5 - ولا أعتبر هذا الدليل دليلًا قطعيًّا، إنما هو استئناس، ألا وهو أني وجدت - على قدر بحثي واطلاعي - أنَّ أقْدَمَ ترجمة موسعة إلى حد ما لابن
نام کتاب : مطالع الأنوار على صحاح الآثار نویسنده : ابن قُرْقُول جلد : 1 صفحه : 74