نام کتاب : كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري نویسنده : الشنقيطي، محمد الخضر جلد : 1 صفحه : 217
تشتري بدرهم لحمًا تُفْطِرينَ عليه، فقالت: لو كنت ذكرتيني لفعلت.
وفيها يقول حسان بن ثابت:
حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ بريبةٍ ... وتُصبِحُ غَرْثى من لُحوم الغَوافِلِ
عَقِيلةُ أَصْل مِن لؤَي بن غالبٍ ... كرامِ المساعي مجدهم غيرُ زائلِ
مُهَذَّبةٌ قد طَيَّبَ الله حِيْمَها ... وطَهَّرها مِن كُل بَغْي وباطلِ
فإن كان ما قد قيل عني قُلتهُ ... فلا رفعتْ سَوطي إليَّ أَناملي
وإن الذي قد قيل ليس بِلائِط ... بها الدهر بل قول امرىء متماحل
فكيف وَوُدّي ما حَيِيْتُ ونصرتي ... لآل رسول الله زَيْن المحافل
رَأيتك وليغفر لك الله حُرة ... من المحصنات غير ذات الغوائل
وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالذين رَمَوْا عائشة بالإِفْكِ، حين نزل القرآن ببراءتها، فجُلدوا الحد ثمانين، وحسان بن ثابت لم يُجلد معهم ولا خاض في الإِفك، ويزعمون أنه هو القائل:
لقد ذاق عبد الله ما كان أهلهُ ... وحَمْنَةُ إذ قالوا هَجِيْرًا ومسْطحُ
وعبد الله وهو ابن أُبَيّ، وقيل: إن حسانًا جُلد، وإنه من جملة أهل الإِفك في عائشة، وأنشد ابن اسحاق هذا البيت في جملة أبيات، وقال:
لقَدْ ذاق حسان الذي كَانَ أهلهُ ... الخ.
قال ابن عبد البر: وهذا أصح، لأن عبد الله بن أُبي لم يكن ممن يُستر جلده عن الجميع لو جُلِدَ؛ وقد روي أن حسان بن ثابت استأذن على عائشة بعد ما كُفَّ بصره، فأذنت له، فدخل عليها، فأكرمته، فلما خرج من عندها، قيل لها: أهذا من القوم؟! قالت: أليس الذي يقول:
فإنَّ أَبي ووالده وعِرضي ... لِعِرض محمَّد منكم وقاءُ
هذا البيت يغْفِرُ له كل ذنب، واختلف: هل هي أفضل من خديجة؟ أو خديجة أفضل؟ كما اختلف هل هي أفضل أو فاطمة الزهراء؟ والأصح أنها هي أفضل هكذا قال العَيْنِي، والذي في "فتح الباري" في أحاديث الأنبياء عند ذكر مريم بنت عمران أن أفضل نساء هذه الأمة خديجة، وذكر
نام کتاب : كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري نویسنده : الشنقيطي، محمد الخضر جلد : 1 صفحه : 217