responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري نویسنده : الشنقيطي، محمد الخضر    جلد : 1  صفحه : 220
ثم شهد أُحدًا مشركًا، وأسلم يوم الفتح، وحسن إسلامه، وأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم حُنين مئة من الإِبل في المؤلفة قلوبهم، وكان من فضلاء الصحابة وخيارهم. وروي أن أم هانئ بنت أبي طالب استأمنت له النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمنه يوم الفتح، وكانت إذ أمنته قد أراد علي قتله، وأراد أن يغلبها عليه، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - منزلها ذلك الوقت، فقالت: يا رسول الله! ألا ترى إلى ابن أمي يريد قتل رجل أَجَرْتُهُ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد أجرنا من أجرت، وأَمَّنا من أَمَّنت فأمنه، وقيل: إن الذي أجارته بعض بني زوجها هُبيرة، وكان يُضرب به المثل في السُّؤْدد حتى قال الشاعر:
أَحَسِبْتَ أَنَّ أَباك يوم نسبتني ... في المَجْد كان الحارثَ بن هشامِ
أَوْلى قُريشٍ بالمكارمِ والنَّدى ... في الجاهليةِ كان والإِسلامِ
وذكر ابن إسحاق في قصة السقيفة، قال: فقال الحارث بن هشام، وهو يومئذ سيد بني مَخْزوم، ليس أحد يُعْدَلُ به إلا أهل السوابق مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: والله لولا قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الأَئِمَةُ مِنْ قريش" ما أبعدنا منها الأنصار، ولكانوا لها أهلًا, ولكنه قول لا شك فيه، فوالله لو لم يبق من قريش كلها إلا رجل واحد لَصَيَّرَ الله هذا الأمر فيه، وكان الحارث يَحْمِلُ في قتال الكفار ويرتجز:
إِني بِرَبي والنَّبي مُؤمن ... والبَعْثِ مِنْ بعد الممات مُوْقِن
أَقْبِحْ بِشَخْص للحياة مُوطِنُ
روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذَكر الحارث بن هشام وفعله في الجاهلية في قِرى الأضياف، وإطعام الطعام، فقال: "إن الحارث لَسرِيّ، وإن أباه لسري، ولوددت أن الله هداه للإِسلام". وروي عنه أنه قال: يا رسول الله! مُرني بأمرٍ أعتصم به، فقال: "املك عليك هذا"، وأشار إلى لسانه، قال: فرأيت أن ذلك شيء يسير، وكنت رجلًا قليل الكلام، ولم أفطن له، فلما رُمته فإذا لا شيء أشد منه.
وروي عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال: خرج الحارث بن هشام، فجزعَ أهل مكة جزعًا شديدًا، فلم يبق أحد يطعم إلا خرج معه يُشيِّعُهُ،

نام کتاب : كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري نویسنده : الشنقيطي، محمد الخضر    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست