responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري نویسنده : الشنقيطي، محمد الخضر    جلد : 1  صفحه : 221
حتى إذا كان بالبطحاء، أو حيث شاء الله من ذلك وقف، ووقف الناس حوله يبكون، فلما رأى جزع الناس، قال: يا أيها الناس! إني والله ما خرجت رغبةً بنفسي عنكم، ولا اختيار بلد عن بلدكم، ولكن كان هذا الأمر، فخَرَجَت فيه رجال من قريش، والله ما كانوا من ذوي أسنانها، ولا في بيوتها، فأصبحنا والله لو أن جبال مكة ذهبًا أنفقناها في سبيل الله، ما أدركنا يومًا من أيامهم، ووالله لئن فاتونا به في الدنيا لَنَلْتَمِسُ أن نشاركهم في الآخرة، فاتَّقَى الله امرؤٌ فَعَلَ، فتوجه إلى الشام، فلم يزل مجاهدًا بالشام حتى ختم الله له بخير، ولم يتركِ الحارث إلا ابنه عبد الرحمن، فأتي به وبناجية بنت عُتْبة بن سَهْل بن عمرو إلى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فقال: زَوِّجوا الشريدة بالشريد عسى الله أن يَنْشُر منهما، فنشر الله منهما ولدًا كثيرًا، فولد له اثنان وثلاثون ولدًا منهم أبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث، أحد الفقهاء على قول، كما مر.
وليس في الصحابة الحارث بن هشام إلا هذا، وإلا الحارث بن هشام الجُهَني، روى عنه المصريون، ذكره ابن عبد البر، وابن حَجَر، يُكنىَ بأبي عبد الرحمن، وهو مشهور بكنيته، وليس للحارث صاحب الترجمة في "الصحيحين" رواية سوى هذا الحديث، وله رواية في "سنن" ابن ماجة؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج أم سلمة في شوال.
وليس في "الصحيحين" من اسمه الحارث غير الحارث بن رِبْعِيّ بن قَتادة، على أحد الأقوال في اسمه، وغير الحارث بن عَوْف أبي واقِد اللَّيْثِيّ، وهما بكُنْيَتِهما أشهر، وأما خارج "الصحيحين" فجماعات كثيرون فوق المئة والخمسين، والحارث يكتب بلا ألف تخفيفًا.
مات الحارث بن هشام في طاعون عَمَواس، وقيل: استشهد يوم اليرموك. وأما ما رواه ابن لهَيعة بسنده؛ أن الحارث كاتب عبدًا له فذكر قصة فيها، فارتفعوا إلى عثمان، فهذا ظاهره أن الحارث عاش إلى خلافة عثمان، لكن ابن لهَيعة ضعيف، ويحتمل أن تكون المحاكمة تأخرت بعد وفاة الحارث.

نام کتاب : كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري نویسنده : الشنقيطي، محمد الخضر    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست